انهيار جزء من مسجد تاريخي بصنعاء القديمة ومقتل 3 أشخاص

انهيار جزء من مسجد تاريخي بصنعاء القديمة ومقتل 3 أشخاص

قالت مصادر محلية وسكان إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب رابع، عندما انهار جزء من مسجد تاريخي وأثري في مدينة صنعاء القديمة خلال عملية ترميم.

وذكرت المصادر -وفقا لوكالة "رويترز"- أن الحادث وقع الأحد أثناء قيام المهندسين والعمال من هيئة المدن التاريخية بأعمال صيانة وترميم حول "بئر ماء تاريخية" بمسجد قبة المهدي الأثري بصنعاء القديمة.

وقال عبدالله الكبسي وزير الثقافة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً في تصريحات أثناء زيارته لموقع الحادث إنه، وبحسب المهندسين الموجودين في الموقع، وقع الانهيار أثناء قيام العمال بعمل مجسات وحفريات، تمهيداً لترميم الموقع، ما أدى إلى وفاة ثلاثة عمال وإصابة رابع بإصابات بالغة.

وقبة المهدي هو أحد مساجد مدينة صنعاء القديمة التاريخية، ويقع في حارة قبة المهدي في حي السرار الغربي. وبُني في 1164 هجرية بأمر من الإمام المهدي عباس بن المنصور الذي دفن فيه بعد وفاته في 1189.

وتعد صنعاء القديمة إحدى أقدم المدن العربية، حيث يتجاوز عمرها آلاف السنين حسب قول المؤرخين. ويتجلى تراثها الديني والسياسي في عمارة 103 مساجد و14 حماما وأكثر من ستة آلاف منزل، بنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر، وتم إدراجها عام 1986 ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ولكن المنظمة أقرت عام 2015 وضع المدينة مع مدينتي شبام حضرموت وزبيد التاريخية على قائمة التراث المهدد بالخطر، وذلك جراء تراجع الجهود الوطنية المبذولة في الحفاظ على تلك المدن. 

وعادة ما تكون هذه الخطوة مقدمة لإخراج أي مدينة من قائمة التراث العالمي إذا لم تعمل السلطات الوطنية على وقف المخالفات.

وتضررت تلك المدن التاريخية في الآونة الأخيرة كثيراً جراء التحديات المتزايدة لتغير المناخ والنزاع الدائر.

أزمة سياسية ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

وبعد أكثر من 9 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية