المبعوث الأمريكي: سياسات طالبان تغذي أزمة الصحة العقلية بين الأفغان
المبعوث الأمريكي: سياسات طالبان تغذي أزمة الصحة العقلية بين الأفغان
سلّطت المبعوثة الأمريكية الخاصة للمرأة الأفغانية وحقوق الإنسان رينا أميري، الخميس، الضوء على الأزمة الصحية العقلية الشديدة التي يواجهها الأفغان، وخاصة النساء والفتيات، بسبب سياسات حركة طالبان "المثيرة للقلق والمتطرفة".
وجاءت تصريحاتها بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية.
وقالت المبعوثة الأمريكية على موقع إكس: "يجب علينا جميعًا أن نكون حازمين في دعمهم في النضال من أجل حقوقهم.. في اليوم العالمي للصحة العقلية هذا، أود أن ألفت الانتباه إلى أزمة الصحة العقلية المدمرة التي يواجهها الأفغان، وخاصة النساء والفتيات، بسبب سياسات طالبان المثيرة للقلق والمتطرفة".
القيود على الحقوق المدنية والإنسانية
ومنذ استعادة السلطة في أغسطس 2021، فرضت حركة طالبان العديد من القيود على الحقوق المدنية والإنسانية، وكان لها تأثير قاسٍ بشكل خاص على النساء والفتيات.
وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن معهد السلام الأمريكي، أصدرت حركة طالبان أكثر من 118 مرسوما تستهدف النساء والفتيات على مدى السنوات الثلاث الماضية. وقد منعت هذه التوجيهات الفتيات من الذهاب إلى المدارس، ومنعت النساء من العمل، وقيدت وصولهن إلى التعليم العالي وحتى الأماكن العامة.
وأشار تحليل معهد السلام الأمريكي أيضًا إلى أن قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصدرته طالبان مؤخرًا يستغل التبرير الديني لتعزيز ما يسميه "حكمًا قمعيًا"، مما يؤدي إلى تعميق محنة النساء والفتيات الأفغانيات.
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.