الأمم المتحدة: العصابات تستغل الحماية الإسرائيلية لتعميق أزمة المساعدات في غزة

الأمم المتحدة: العصابات تستغل الحماية الإسرائيلية لتعميق أزمة المساعدات في غزة
هجمات على قوافل المساعدات

كشفت مذكرة داخلية للأمم المتحدة أن العصابات في غزة قد تستفيد من "الحماية" المحتملة من قبل الجيش الإسرائيلي، ما يسهم في تعميق أزمة توزيع المساعدات الإنسانية، في ظل الأوضاع المتدهورة.

عصابات مسلحة تهدد قوافل المساعدات

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء أن مسؤولي الإغاثة وشركات النقل أفادوا بأن العصابات المنظمة، التي غالبًا ما تكون مرتبطة بعائلات جريمة محلية، تعمل بحرية وتقوم بعمليات نهب في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وقد أدى هذا النهب إلى تعطيل عمليات توزيع المساعدات في النصف الجنوبي من غزة، الذي يضم غالبية السكان النازحين.

وعانت قوافل المساعدات الإنسانية من هجمات مسلحة حيث تعرض العديد من سائقي الشاحنات للقتل والاختطاف على يد العصابات في محيط معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات.

وأشار المراقبون إلى أن العصابات، التي كانت تركز في البداية على تهريب السجائر، قد بدأت الآن في سرقة الغذاء والمساعدات الأخرى، وارتبطت هذه العصابات بعائلات الجريمة المحلية في غزة، إلا أن تقرير الأمم المتحدة لم يستبعد "حماية غير مباشرة" من جيش الدفاع الإسرائيلي للعصابات، رغم نفي الجيش الإسرائيلي هذه المزاعم.

عجز حماية القوافل الإنسانية

في الوقت الذي حثت فيه منظمات الإغاثة على اتخاذ تدابير أكثر فاعلية لحماية قوافل المساعدات، رفضت السلطات الإسرائيلية معظم هذه المناشدات، وشملت تلك المطالب توفير طرق آمنة، وفتح معابر إضافية، والسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات، ولم تقم القوات الإسرائيلية، التي كانت قريبة من أماكن الهجمات، بالتدخل بشكل فعال لوقف النهب المستمر.

حجم الأضرار

في أحد الحوادث الكبرى التي جرت مؤخرًا، تعرضت 98 شاحنة من أصل 109 تحمل مساعدات غذائية للأمم المتحدة للنهب من قبل مسلحين، ما تسبب في إصابات بين الناقلين وأضرار جسيمة للمركبات.

ووصفت منظمة الأونروا الهجوم بأنه أحدث فصول الأزمات التي تواجهها قوافل المساعدات، ووفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة فإن النهب أصبح يشكل عقبة أكبر من أي وقت مضى في إيصال المساعدات إلى غزة.

تأثير تصاعد العنف

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، مهند هادي، إن الوضع في غزة أصبح خارج نطاق السيطرة مع تزايد العنف، وأضاف أن "هذا الأمر يقع على عاتق إسرائيل كقوة محتلة، وهي بحاجة إلى ضمان حماية المنطقة".

وأكد أن النهب المتزايد يعقِّد جهود إيصال المساعدات الضرورية لملايين الفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون أزمة غذائية حادة مع اقتراب فصل الشتاء.

تفاقم أزمة الجوع

منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في أكتوبر 2023، توقفت العديد من عمليات النظام المدني في القطاع، وبحلول عام 2024 كان الوضع قد بلغ مرحلة الانهيار مع تدمير البنية التحتية الأساسية في غزة، ما جعل آلاف العائلات تتنقل بين المدن بحثًا عن الطعام والملجأ.

ومع تعطل طرق الإمداد التجارية، أصبح معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي هو البوابة الرئيسية للمساعدات، لكنه لم يخلُ من عمليات النهب المنظم من قبل العصابات المسلحة.

انعدام الأمن الغذائي

بحلول أكتوبر، تراجعت كمية المساعدات الغذائية إلى أدنى مستوى لها منذ بداية النزاع، حيث كان الجوع يهدد حياة مئات الآلاف من السكان، وقد أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن انعدام الأمن الغذائي قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث كان نحو 90% من السكان يعانون من الجوع الشديد.

ورغم الضغوط الأمريكية التي دعت إسرائيل إلى زيادة حجم المساعدات الموجهة إلى غزة، فإن العقبة الأكبر كانت عمليات النهب التي تسببت في سرقة نصف المساعدات المرسلة عبر معبر كرم أبو سالم.

ووفقًا لمنظمات الإغاثة، فقد خسرت الأمم المتحدة خلال أشهر الصيف الماضية 25.5 مليون دولار بسبب النهب، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل قد قطعت خطوط الإمداد التجارية إلى غزة، كما حظرت دخول بعض السلع الأساسية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية