طالبان تطلق سراح 7 صحفيين وسط اتهامات بقمع الحريات الإعلامية
طالبان تطلق سراح 7 صحفيين وسط اتهامات بقمع الحريات الإعلامية
أطلقت سلطات طالبان الحاكمة في أفغانستان سراح سبعة صحفيين من قناة "أريزو تي في"، كانوا قد اعتُقلوا مطلع ديسمبر الجاري، وتم وضعهم تحت إشراف قضائي، وفق ما أفاد مصدر في القناة.
وأوضح المصدر أن قضية الصحفيين ستُعرض على المحاكم الأسبوع المقبل، فيما لا تزال قناة "أريزو تي في" مغلقة منذ تنفيذ حملة التوقيفات والتفتيش التي نفذتها شرطة الأخلاق وأجهزة الاستخبارات وفقا لوكالة فرانس برس.
اتهامات ومخاوف حقوقية
اتهمت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأفغانستان القناة بنقل محتوى إعلامي إلى وسائل تبث من خارج البلاد، ما أثار قلق المنظمات الحقوقية، وندد مركز الصحفيين الأفغان في بيان باعتقال الصحفيين، واصفًا الخطوة بأنها "انتهاك واضح للحقوق الأساسية" واعتبرها جزءًا من "قمع منهجي" لحرية الصحافة.
وتأسست القناة عام 2006 في مدينة مزار شريف، وتنتج محتويات متنوعة تشمل الأخبار، والأفلام الوثائقية، والمسلسلات المدبلجة، ويعمل في مكتبها بكابول نحو 70 شخصًا، بحسب منظمة مركز الصحفيين الأفغان.
وأفاد تقرير أممي بأن الإعلاميين في أفغانستان يعملون في بيئة تخضع لرقابة صارمة وقيود متعددة، ورغم تصريحات الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد بأن الصحفيين يتمتعون بحرية العمل إذا التزموا "المصلحة الوطنية والقيم الإسلامية"، فإن الاعتقالات المتكررة والإغلاقات تثير المخاوف بشأن مستقبل الحريات الإعلامية في البلاد.
أزمة إنسانية
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد عن 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.