الأمم المتحدة تدعم نساء وأطفال أفغانستان للتعافي من الإدمان

الأمم المتحدة تدعم نساء وأطفال أفغانستان للتعافي من الإدمان
أحد المراكز الطبية في كابول- أرشيف

تفقدت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان، روزا أوتونباييفا، مركز علاج وإعادة تأهيل النساء والأطفال في كابول، بمرافقة مساعدة الأمين العام للعمليات الداعمة، ليزا م. بوتنهايم، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية (WHO) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).

ووفقا لبيان نشرته منظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، يُعد هذا المركز، الذي يتلقى تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، منشأة متخصصة تقدم علاجًا حيويًا للنساء والأطفال الذين يعانون من إدمان المخدرات.

وأعربت أوتونباييفا عن إعجابها الكبير بصمود النساء والأطفال في المركز، وقالت: “لقد ألهمني بشدة صمود هؤلاء النساء والأطفال في مواجهة تحدياتهم.. يعد هذا المركز نموذجًا حيًا للأمل والتضامن الدولي، حيث أسهم التعاون بين منظمة الصحة العالمية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والاتحاد الأوروبي، والشركاء المنفذين مثل المنظمة الطبية الدولية ومنظمة الصحة والتنمية الشبابية في منح هؤلاء النساء والأطفال فرصة للشفاء واستعادة حياتهم".

دعم دولي لعلاج الإدمان

ركزت الزيارة على تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الدعم الدولي في التصدي للأزمة الصحية العامة المتعلقة بتعاطي المخدرات في أفغانستان.

وتجولت المبعوثة الخاصة في أنحاء المركز، وتفاعلت مع المرضى والطاقم الطبي، بالإضافة إلى الأطفال، حيث شاهدت عن كثب التأثير الإيجابي لبرنامج العلاج وإعادة التأهيل الذي تشرف عليه الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.

640 امرأة وطفلاً

التقت أوتونباييفا مع النساء اللاتي يخضعن لبرنامج إعادة التأهيل، وأثنت على شجاعتهن وإرادتهن في التغيير، وزارت قاعات التدريب المهني، مثل قسم الخياطة والتفصيل، الذي يركز على تمكين النساء من اكتساب مهارات عملية لدعم أنفسهن أثناء مرحلة التعافي.

وخلال عام 2024، استقبل المركز 640 امرأة وطفلاً، وأتم علاج 602 حالة، بينما تمت متابعة أكثر من 900 حالة أخرى، يعكس هذا العدد الكبير من الحالات التزايد المستمر في الحاجة إلى خدمات المركز، مما يتطلب المزيد من الدعم لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة.

التعليم جزء من التعافي

زار الوفد أيضًا أحد الفصول الدراسية في المركز، حيث يتلقى الأطفال، بما في ذلك أولئك الذين تعرضوا بشكل غير مباشر للمخدرات، التعليم الأساسي، وقد أبدى الأطفال حماستهم لمشاركة تقدمهم الدراسي.

وقال أحد الأطفال مبتسمًا: “لم أكن أظن أنني سأتعلم القراءة.. الآن أريد أن أصبح مهندسًا وأساعد في بناء مراكز مثل هذه لأصدقائي المرضى".

وأعرب مدير المركز عن امتنانه للمساعدات المستمرة، قائلاً: “بفضل المساهمات من منظمة الصحة العالمية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والدعم السخي من الاتحاد الأوروبي، تحسنت خدماتنا بشكل كبير، لكن الطلب يزداد، ونستقبل حالات أكثر من المناطق النائية.. نحتاج إلى دعم إضافي لتوسيع المركز أو بناء مراكز أخرى لتلبية احتياجات النساء اللاتي يعانين من اضطرابات تعاطي المخدرات".

وسلطت الزيارة الضوء على أهمية الشراكات الدولية في مواجهة أزمة الإدمان في أفغانستان، حيث أبدى جميع المعنيين التزامهم بمواصلة دعم النساء والأطفال المتأثرين بتعاطي المخدرات، وتوفير مسار للتعافي لهم وللمجتمع بشكل عام.

أزمة إنسانية 

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.

عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.

ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.

ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية