زيد وجاسم.. سوريان يحلمان بالعودة لبلدهما بعد معاناة طويلة في ليبيا

زيد وجاسم.. سوريان يحلمان بالعودة لبلدهما بعد معاناة طويلة في ليبيا
لاجئون سوريون في ليبيا

يروي زيد محمد، الشاب الثلاثيني الذي هاجر من ريف دمشق، قصته التي تعكس معاناة آلاف السوريين العالقين في طرابلس الليبية. 

كان زيد يأمل أن تكون طرابلس محطة عبور نحو أوروبا، لكن الأحداث قلبت حياته رأسًا على عقب، ويقول زيد لقناة "الحرة" الأمريكية: “كل ما أريده هو العودة إلى سوريا، لكن التعقيدات البيروقراطية تُعيقني”.

غادر زيد وطنه قبل 3 أشهر من سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، باع منزله في ضواحي دمشق واستدان مبالغ كبيرة لتحقيق حلمه في حياة أفضل لعائلته. 

وصل إلى بنغازي عبر رحلة جوية، ومنها إلى طرابلس حيث خطط للعبور بحرًا إلى إيطاليا، ومن ثم إلى ألمانيا، لكن الرحلة توقفت عندما تعرض للسرقة من عصابات تهريب البشر، التي سلبت منه مدخراته التي بلغت 7,000 دولار.

ويواجه زيد الآن صعوبات إضافية بسبب فرض السلطات الليبية ضرائب على المهاجرين غير الشرعيين. 

ويقول: “كل ما أحتاج إليه هو وثيقة تأشيرة للخروج، لكن العقبات البيروقراطية والغموض في الإجراءات جعلت الأمر شبه مستحيل”.

معاناة ممتدة وقصص مشابهة

جاسم، شاب من مدينة الصنمين بمحافظة درعا، يحكي قصة أشد إيلامًا، حيث وصل إلى ليبيا قبل 5 أشهر، لكنه تعرض للاختطاف على يد عصابة طلبت فدية قدرها 3,000 دولار. 

يقول جاسم: “تمكنت عائلتي بالكاد من جمع المبلغ، لكنني تعرضت لتعذيب شديد قبل إطلاق سراحي، الآن أريد العودة إلى سوريا، لكن لا أعرف كيف أبدأ الإجراءات”.

ويضيف جاسم أن هجرته لم تكن فقط لأسباب اقتصادية، بل أيضًا للفرار من الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش النظام، قائلا “فقدت أقاربي في معارك طاحنة، ولم أكن أستطيع تحمل مصير مشابه”.

مناشدات ودعوات للمساعدة

في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر مجموعة من السوريين في طرابلس يرفعون علم الثورة السورية والعلم الليبي، مطالبين الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع والحكومة الليبية بتقديم الدعم. 

وقال أحدهم: “نشكر الشعب الليبي على حسن معاملتهم، لكننا نعاني أوضاعًا مأساوية. نطلب تسهيل العودة من خلال فتح السفارة السورية في طرابلس”.

تفاقم الأزمة الإنسانية

تشير إحصائيات منظمة الهجرة الدولية إلى اعتراض 8,754 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية منذ بداية عام 2024، بينهم 7,771 من النساء والأطفال. 

وتقول تقارير حقوقية إن السلطات الليبية تحتجز المهاجرين في مراكز تفتقر إلى أدنى مقومات الإنسانية، بينما تزداد الحملات لمكافحة تهريب البشر.

ويؤكد زيد أن السلطات الليبية لم تمارس ابتزازًا مباشرًا، لكنه يشير إلى أن الغموض البيروقراطي يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، قائلا “لو استطعت العودة إلى بنغازي، ربما تكون الأمور أسهل، لكن لا أحد يوجهني أو يشرح لي الخطوات اللازمة للمغادرة”.

رغم سقوط النظام السوري، يظل هؤلاء العالقون في طرابلس يواجهون صعوبات هائلة تحول دون عودتهم إلى وطنهم أو تحقيق حلمهم بالوصول إلى أوروبا، تحولت طرابلس بالنسبة لهم من محطة عبور إلى سجن كبير يختزل معاناتهم وآلامهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية