«أسوشيتدبرس»: عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون الخدمة في غزة
كشفوا عن ممارسات غير أخلاقية
وقّع نحو 200 جندي إسرائيلي على رسالة أعلنوا فيها رفضهم الاستمرار في القتال بقطاع غزة، مؤكدين أنهم سيوقفون الخدمة إذا لم تلتزم حكومة بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار، وكشف الجنود عن انتهاكات صادمة، منها أوامر بهدم وحرق منازل الفلسطينيين، حتى في غياب أي تهديد.
وذكرت وكالة «أسوشيتدبرس»، الاثنين؛ أن يوتام فيلك، ضابط في سلاح المدرعات، أقرّ بأن الجنود تلقوا تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يقترب من المنطقة العازلة.
ووصف حادثة قتل فتى فلسطيني أعزل بأنها لحظة لا يستطيع نسيانها، مشيرًا إلى أن الجنود تلقوا تعليمات بعدم رؤية الفلسطينيين كشعب، كما اعترف طبيب ميداني سابق، يوفال غرين، بأنه شاهد جنودًا يدمرون المنازل وينهبون ممتلكات الفلسطينيين، مؤكدًا أن بعض الأوامر كانت انتقامية.
حركة احتجاجية متنامية
الحركة، التي أطلق عليها اسم "جنود من أجل المحتجزين"، تسعى لتوسيع قاعدة الدعم، وأكد الجنود الذين رفضوا الخدمة أن هذه الاحتجاجات تمثل جزءًا صغيرًا من معارضة أوسع داخل الجيش الإسرائيلي، وشدد الجنود على أن الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا أثّرت على قيمهم الأخلاقية وأحدثت صراعًا داخليًا لديهم.
وردًا على الرسالة، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يدين رفض الخدمة ويدرس كل حالة على حدة، مشيرًا إلى أن الجنود الذين يرفضون الخدمة قد يواجهون السجن.. ومع ذلك، لم يتم اعتقال أي من الموقعين حتى الآن.
واتهمت جماعات حقوقية دولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، في حين تحقق محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية، وأفاد بعض الجنود بأن الانتهاكات التي شهدوها شملت قتل فلسطينيين بشكل عشوائي وتدمير المنازل دون مبرر.
وتبرز هذه الاحتجاجات والانشقاقات داخل الجيش الإسرائيلي كعلامة فارقة في الحرب المستمرة، حيث تتزايد الدعوات لإنهاء العمليات العسكرية وتحقيق حل سياسي، وفي ظل الأوضاع الراهنة، يبقى مستقبل الصراع مرهونًا بالتطورات على الأرض والإرادة السياسية لإنهاء الأزمة.
الحرب على غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 46 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.