لإعادة الانضباط.. مدرسة ألمانية تتصدى لتأخر التلاميذ بغرامات مالية
لإعادة الانضباط.. مدرسة ألمانية تتصدى لتأخر التلاميذ بغرامات مالية
في محاولة للحد من التأخير المدرسي المتكرر، بدأت مدرسة دورير الثانوية في مدينة نورمبرغ الألمانية فرض غرامة تأخير بقيمة 5 يوروهات على التلاميذ الذين يخالفون لوائح الحضور بشكل دائم دون عذر، وقد أثبت هذا الإجراء، الذي استهدف رفع وعي الطلاب وأولياء أمورهم بمشكلة التأخير، فعاليته خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأكد مدير المدرسة، رينر جيسدورفر، أن هذا الإجراء لم يكن الهدف منه العقاب بقدر ما هو وسيلة لتعزيز الالتزام بالمواعيد في قطاع التعليم، وأوضح أن الغرامة تُفرض فقط بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى، مثل التحدث إلى أولياء الأمور، والاستعانة بالمعلمين والإخصائيين النفسيين، والعاملين في مجال التربية الاجتماعية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وبحسب مجلس الطلاب، شهدت المدرسة انخفاضًا كبيرًا في عدد حالات التأخير منذ بدء تطبيق الغرامة، مما يعكس نجاح الإجراء في تغيير سلوك التلاميذ.
أسباب التأخير
تشير تقديرات مدير المدرسة إلى أن ما بين 5% و10% من التلاميذ يفتقرون إلى الحافز التعليمي، وهو ما قد يؤثر على فرصهم في التخرج، ويفسر ستيفان دول، رئيس نقابة المعلمين الألمانية، ذلك بآثار جائحة كورونا، حيث أدى إغلاق المدارس خلال فترة الجائحة إلى فقدان بعض الطلاب الاهتمام بالتعليم.
وأوضحت جمعية مديري المدارس البافارية أن معدلات المشاكل النفسية بين الشباب قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ الجائحة، مما أدى في بعض الحالات إلى الخوف المرضي من المدرسة أو التغيب عنها.
أرقام مقلقة
وفقًا لبيانات وزارة التعليم في ولاية بافاريا الألمانية، تم تسجيل نحو 1500 حالة تغيب أو تأخير عن الفصول الدراسية العام الماضي، بزيادة مقارنة بعام 2021 الذي شهد تسجيل 1250 حالة فقط، بينما بلغ العدد قبل الجائحة في عام 2019 نحو 800 حالة.
تظهر تجربة مدرسة دورير الثانوية أهمية التفاعل الفعّال مع مشكلات التأخير المدرسي، ورغم أن الغرامة أثبتت نجاحها في بعض الحالات، فالقضايا النفسية والاجتماعية التي تفاقمت بسبب الجائحة تظل بحاجة إلى اهتمام أعمق وتدخل أكثر شمولًا لضمان استمرارية التحصيل التعليمي وتعزيز صحة الطلاب النفسية.