مجلس الأمن يدين رواندا ويطالبها بسحب قواتها فوراً من الكونغو

مجلس الأمن يدين رواندا ويطالبها بسحب قواتها فوراً من الكونغو
مجلس الأمن الدولي - أرشيف

أدان مجلس الأمن الدولي، للمرة الأولى، رواندا بسبب دعمها الهجمات التي يشنها متمردو حركة 23 مارس (M23) في جمهورية الكونغو الديمقراطية. 

وصوّت أعضاء المجلس بالإجماع، الجمعة، على القرار الذي نصّ على إدانة شديدة للهجوم الجاري وتقدم المتمردين في إقليمي شمال كيفو وجنوب كيفو بدعم مباشر من القوات الرواندية، وفق وكالة "فرانس برس".

ودعا مجلس الأمن في قراره كيغالي إلى سحب قواتها فورًا من الأراضي الكونغولية، معبّرًا عن قلقه البالغ من تفاقم الوضع الأمني في المنطقة. 

وأكد البيان  أن استمرار التدخل الرواندي في النزاع يُهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من معاناة المدنيين.

التوتر بين الكونغو ورواندا

يُعَدّ النزاع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في إفريقيا الوسطى، وتتهم كينشاسا جارتها كيغالي منذ سنوات بدعم حركة M23، التي تضم مقاتلين ينحدرون من عرقية التوتسي، بهدف زعزعة استقرار الحكومة الكونغولية والسيطرة على الموارد الطبيعية الغنية في إقليمي كيفو.

وتأسست حركة 23 مارس عام 2012، وشنّت هجمات متكررة ضد الجيش الكونغولي، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين. 

ورغم توقيع اتفاقات سلام سابقة، فإن الحركة استأنفت هجماتها منذ عام 2021، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين.

رفض رواندي للإدانة

رفضت الحكومة الرواندية الاتهامات التي وجهها مجلس الأمن، مؤكدة أن قواتها تعمل لحماية حدودها من هجمات ميليشيات الهوتو المتورطة في الإبادة الجماعية عام 1994. 

وأصرت كيغالي على أنها ليست مسؤولة عن دعم أي تحرك عسكري داخل الأراضي الكونغولية.

وحظيت جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعم واسع من المجتمع الدولي، خاصة من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، حيث دعيا إلى احترام سيادة الدولة ووقف جميع أشكال التدخل الخارجي.

تفاقم الوضع الإنساني

أسفرت الهجمات الأخيرة عن تفاقم الأزمة الإنسانية في شرق الكونغو، إذ اضطر الآلاف إلى النزوح من منازلهم هربًا من العنف المتصاعد. 

وأعربت وكالات الإغاثة عن قلقها من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة جراء استمرار القتال.

وحذر خبراء إقليميون من أن استمرار النزاع بين رواندا والكونغو قد يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة البحيرات العظمى بأكملها، التي لطالما شهدت توترات مسلحة وصراعات على الموارد.

جهود دبلوماسية محتملة

من المتوقع أن يسعى المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلى استئناف المحادثات بين البلدين لإيجاد حل سياسي للأزمة. 

كما دُعيت كيغالي إلى التعاون مع الجهود الدولية لضمان تهدئة الأوضاع وسحب قواتها بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن.

وتواصل بعثة مونوسكو، التابعة للأمم المتحدة، دعم الجيش الكونغولي في مواجهة التمرد، رغم الانتقادات المحلية التي تتعرض لها بسبب فشلها في منع تصاعد أعمال العنف.

وتُعد هذه الإدانة أول خطوة حاسمة من المجتمع الدولي ضد رواندا منذ اندلاع النزاع الأخير، ما يشير إلى تحول محتمل في التعامل مع الأزمة في الكونغو الديمقراطية، مع تصاعد الضغوط لإنهاء التدخلات العسكرية وضمان استقرار المنطقة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية