ترامب متوعّداً سكّان غزة: «أنتم أموات إذا احتفظتم بالرهائن»
ترامب متوعّداً سكّان غزة: «أنتم أموات إذا احتفظتم بالرهائن»
وجَّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الأربعاء، تحذيرًا شديد اللهجة لحركة حماس، مطالبًا إياها بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، مؤكدا أن سكان القطاع يواجهون خطر الموت إذا لم يُطلق سراح الرهائن، وذلك في تصريح يتزامن مع تأكيد واشنطن إجراء اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.
ووفقا لوكالة "فرانس برس" كتب ترامب عبر منصته "تروث سوشل": "إلى سكان قطاع غزة، ينتظركم مستقبل جميل، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن.. إذا واصلتم احتجاز الرهائن، فأنتم أموات! اتخذوا القرار الصحيح".
وأضاف: "أرسل إلى إسرائيل كل ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي فرد في حماس بمأمن إذا لم تستجيبوا لتحذيري.. بالنسبة للقيادة، هذا هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة".
اتصالات بين واشنطن وحماس
أكدت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنها أجرت اتصالات مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل، وهو ما يشكل تحولًا في السياسة الأمريكية التي طالما رفضت التواصل مع جهات تصنفها كمنظمات إرهابية.
وعند سؤال المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، عن هذه المحادثات، والتي كشف عنها لأول مرة موقع "أكسيوس"، أوضحت أن المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر، يتمتع بصلاحية التحدث إلى أي جهة في إطار المفاوضات، وأكدت أن إسرائيل كانت على علم بهذه الاتصالات، لكنها رفضت تقديم تفاصيل إضافية، مشددة على أن "أرواح الأمريكيين على المحك".
وعلى الفور، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيانًا مقتضبًا جاء فيه: "خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أبدت إسرائيل رأيها بشأن إجراء مناقشات مباشرة مع حماس"، كما أكد مسؤول في حماس أن الحركة تلقت اتصالات مباشرة من الجانب الأمريكي.
ووفقًا لموقع "أكسيوس"، جرت هذه المشاورات خلال الأسابيع الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، وتركزت على مصير خمسة رهائن أمريكيين تحتجزهم حماس، بينهم أربعة تأكدت وفاتهم، فيما يُعتقد أن الخامس لا يزال حيًا، كما تناولت المحادثات إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
استمرار العمليات العسكرية
أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، يوم الأربعاء، أن الحرب ضد حركة حماس لم تنتهِ بعد، رغم مرور أكثر من 15 شهرًا على اندلاعها.
وقال زامير، خلال مراسم توليه منصبه في تل أبيب: "هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية، بل لحظة تاريخية.. حماس تعرضت لضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد"، مضيفًا أن "المهمة لم تنتهِ بعد".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال المراسم ذاتها، أن "نتائج الحرب ستكون حاسمة لأجيال مقبلة، ونحن مصممون على تحقيق النصر".
وأوقفت إسرائيل، منذ يوم الأحد، دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث يواجه نحو 2.4 مليون نسمة أوضاعًا إنسانية كارثية، وأصدر وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بيانًا مشتركًا، الأربعاء، طالبوا فيه إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها الدولية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع "بشكل كامل وسريع وآمن ومن دون معوقات".
رهائن الحرب واتفاقات الإفراج
اختطفت حركة حماس، خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، نحو 251 شخصًا، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينما تؤكد إسرائيل أن 34 منهم قُتلوا.
وعقب أكثر من 15 شهرًا من القتال، سمحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بإطلاق سراح 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني، كما سمح الاتفاق بدخول مساعدات إنسانية إلى القطاع المدمر بفعل الحرب.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي تم بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، على الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء في غزة مقابل إطلاق سراح مزيد من المعتقلين الفلسطينيين، في حين تهدف المرحلة الثالثة إلى إعادة إعمار القطاع.
لكن التوترات بين الطرفين تعرقل تنفيذ الاتفاق، إذ تطالب إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، كما تصر على "نزع كامل للسلاح" في القطاع والقضاء على حركة حماس.
وفي المقابل، تطالب حماس بانتقال سريع إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، مع إبقائها على سيطرتها في غزة.
خطة عربية لإعمار غزة
أقر القادة العرب، خلال قمة طارئة في القاهرة، يوم الثلاثاء، خطة لإعادة إعمار غزة، تستبعد فعليًا حركة حماس، وتنص على إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، الذي تسيطر عليه الحركة منذ عام 2007.
لكن إسرائيل رفضت الخطة، مؤكدة أنها لا ترى أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الخطة تهدف إلى الحفاظ على بقاء الفلسطينيين في أرضهم ومنع تهجيرهم.
وتأتي هذه الخطة ردًا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقضي بتهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن وتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما رفضه البيان الختامي للقمة العربية، محذرًا من "أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني".
تكلفة إعادة الإعمار
وتقدر الخطة العربية تكلفة إعادة إعمار غزة على مدى 5 سنوات بنحو 53 مليار دولار، وهو رقم يتوافق مع تقديرات الأمم المتحدة.
وتركز المرحلة الأولى من الخطة على إزالة الأنقاض والألغام، وإنشاء مساكن مؤقتة لأكثر من 1.5 مليون نازح، وتشمل المرحلتان التاليتان بناء البنية التحتية والمساكن الدائمة، إضافة إلى تشييد ميناء تجاري ومطار.
ومع استمرار المعارك والمفاوضات المتعثرة، تبقى أوضاع المدنيين في غزة على المحك، وسط ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.