المرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل 973 مدنياً منذ 6 مارس الجاري

المرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل 973 مدنياً منذ 6 مارس الجاري
تصاعد أعمال العنف في شمال غرب سوريا- أرشيف

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن مقتل 973 مدنيًا منذ 6 مارس جراء أعمال العنف في غرب سوريا.

وأكدت التقارير أن قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة رديفة لها نفذت عمليات قتل استهدفت مدنيين في المنطقة، ما أثار موجة إدانات دولية، وفق وكالة “فرانس برس”.

واندلعت الاشتباكات يوم الخميس الماضي في قرية ذات غالبية علوية بريف محافظة اللاذقية الساحلية، عقب توقيف قوات الأمن لشخص مطلوب، وسرعان ما تطور الموقف إلى مواجهات مسلحة بعدما أطلق مسلحون علويون النار، وفق ما أفاد به المرصد السوري، ومنذ ذلك الحين، وثقت المنظمة تنفيذ عمليات "إعدام ميداني" استهدفت المدنيين العلويين.

تعهدات حكومية بالمحاسبة

أكد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، يوم الأحد، عزمه على محاسبة كل من "تورط في دماء المدنيين"، وذلك عقب تصاعد العنف بين قوات الأمن ومجموعات موالية للنظام السابق، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، من بينهم مئات المدنيين العلويين، وفقًا للمرصد السوري.

وأدانت الأمم المتحدة، إلى جانب واشنطن وعدة عواصم أخرى، هذه المجازر، داعية السلطات السورية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف.

وأصدرت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا بيانًا نددت فيه بما وصفته بـ"الجرائم المرتكبة" ضد المدنيين في غرب البلاد.

وطالبت الإدارة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مشددة على ضرورة تفادي العودة إلى "حقبة سوداء لا يريد الشعب السوري تكرارها".

تطورات ميدانية وتعزيزات

واصلت السلطات السورية إرسال تعزيزات أمنية إلى محافظتَي اللاذقية وطرطوس، حيث أطلقت قوات الأمن عمليات عسكرية واسعة النطاق لتعقب المسلحين الموالين للنظام السابق.

وشهدت منطقة القدموس في ريف طرطوس، يوم الأحد، وصول تعزيزات إضافية، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية، وذلك في محاولة لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) باندلاع اشتباكات عنيفة في محيط قرية تعنيتا بريف طرطوس، حيث لجأ عدد من المسلحين الفارين من المواجهات الدامية، وأكدت مصادر محلية دخول رتل مسلح إلى منطقة بسنادا بمحافظة اللاذقية، حيث نفذت قوات الأمن عمليات تفتيش واسعة للمنازل.

مقاطع فيديو صادمة

تداول ناشطون سوريون والمرصد السوري، مقاطع فيديو توثق انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، حيث أظهرت بعض التسجيلات عشرات الجثث بملابس مدنية مكدسة في باحة منزل، مع بقع دماء متناثرة حولها، وفي مشهد آخر، ظهر مسلحون وهم يجبرون ثلاثة أشخاص على الزحف قبل إطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة.

وأفاد سكان في مدينة جبلة، ذات الغالبية العلوية، بمقتل أكثر من خمسين شخصًا من أقاربهم وأصدقائهم خلال الأحداث الأخيرة.

وأكد شهود عيان أن قوات الأمن وميليشيات موالية لها استخدمت جرافات لانتشال الجثث ودفنها في مقابر جماعية، فيما أُلقيت جثث أخرى في البحر.

دعوات لوقف المجازر

وسط هذه التطورات، نظمت مجموعة من الناشطين اعتصامًا في دمشق، يوم الأحد، تنديدًا بمقتل المدنيين في غرب البلاد، إلا أن قوات الأمن السورية فرّقت التجمع بعد اندلاع مظاهرة مضادة رفعت شعارات مناهضة للطائفة العلوية.

وفي خطابه الأسبوعي، دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، إلى وقف المجازر وضمان الأمن والاستقرار لجميع السوريين.

وأشار إلى أن العلويين والمسيحيين كانوا من بين الفئات المستهدفة في الأحداث الأخيرة، مشددًا على أن معظم الضحايا كانوا من المدنيين الأبرياء.

مخاوف من تصعيد أكبر

عدَّ الباحث في مؤسسة "سنتشوري إنترناشونال"، آرون لوند، تصاعد العنف في غرب سوريا يعكس حجم التحديات الأمنية التي يواجهها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع،.

وأوضح أن المسلحين العلويين لا يشكلون تهديدًا مباشرًا لسلطة الشرع، لكنهم يمثلون مصدر قلق كبيرًا قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار.

وأشار لوند إلى أن كلا الطرفين يشعر بأن الآخر يستهدفه، ما يعزز احتمالية تفاقم الوضع الأمني، وأضاف أن حكومة الشرع تعتمد بشكل أساسي على القوى الأمنية والجماعات المسلحة، التي تضم متشددين يعدون العلويين أعداءً، ما يزيد من تعقيد الأزمة.

وفي ظل هذه الأوضاع، تترقب الأوساط الدولية تطورات المشهد السوري، وسط تحذيرات من إمكانية تصاعد العنف واتساع رقعة المواجهات، ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية