دراسة: المدن الفقيرة في آسيا وإفريقيا الأكثر عرضة لمخاطر المناخ

دراسة: المدن الفقيرة في آسيا وإفريقيا الأكثر عرضة لمخاطر المناخ
المدن الفقيرة وتغير المناخ

أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من نصف المدن الكبرى في العالم أصبحت أكثر رطوبة، ومن بينها كولومبو ومومباي وكوالالمبور، بينما بات 44% من هذه المدن أكثر جفافًا، وتشمل القاهرة والرياض ولوس أنجلوس وباريس. 

وأكدت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "فايننشيال تايمز" الأربعاء، أن المدن الفقيرة في آسيا وإفريقيا تواجه أكبر المخاطر المناخية، مما يهدد قدرتها على تأمين مياه الشرب النظيفة لسكانها الذين يعانون بالفعل من تحديات تنموية حادة.

مواجهة تغيرات حادة 

الدراسة، التي أعدتها جامعتا "بريستول" و"كارديف" بالتعاون مع منظمة ووتر إيد، كشفت أن ما يقرب من 250 مليون شخص يعيشون في مدن تعرضت لتغيرات مناخية حادة على مدار الأربعين عامًا الماضية، حيث شهدت بعض المناطق تحولات مفاجئة من جفاف حاد إلى فيضانات مدمرة، مما يزيد من المخاطر التي تواجه سكان الحضر، ويعمّق أزمة الحصول على مياه الشرب النظيفة.

وفقًا للعلماء المشاركين في الدراسة، فإن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بمقدار درجة مئوية واحدة يؤدي إلى زيادة قدرة الهواء على الاحتفاظ بالمياه بنسبة 7%، مما يعزز من هطول الأمطار الغزيرة، وفي المقابل، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تبخر الرطوبة من سطح الأرض، مما يؤدي إلى تفاقم الجفاف في بعض المناطق.

وقالت كاترين ميشاليديس، رئيسة فريق البحث من جامعة بريستول، إن التحولات في أنماط المياه أصبحت غير متوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتأثيرات المناخ على المدن المختلفة. 

وأوضحت أن كل مدينة تواجه تحديات مناخية مختلفة، ما يستدعي حلولًا تفصيلية لكل منطقة على حدة.

الفيضانات والجفاف 

وأشارت الدراسة إلى أن مدن جنوب آسيا، مثل لاهور في باكستان وبوجوتا في كولومبيا، شهدت تحولًا مفاجئًا من الطقس الجاف إلى فيضانات عارمة.. في المقابل، أصبحت مدن مثل مدريد وهونغ كونغ أكثر جفافًا، حيث انتقلت من مناخ رطب إلى ظروف جفاف شديدة.

وحذرت الدراسة من أن البنية التحتية في العديد من المدن الأوروبية أصبحت أكثر هشاشة أمام التقلبات المناخية المتطرفة، مما يزيد من المخاطر المستقبلية.

بحسب تقرير فايننشيال تايمز، فإن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والجفاف، ارتفعت بنسبة 400% خلال العقود الخمسة الماضية، حيث كان 90% من هذه الكوارث ناتجًا عن اختلال توازن الموارد المائية، إما بسبب الجفاف الشديد أو الفيضانات الكارثية.

وأكدت سول أوييلا، المديرة التنفيذية للحملات والسياسات العالمية في منظمة ووتر إيد، أن أكثر من 4 مليارات شخص يعانون بالفعل من نقص المياه، وحذرت المنظمة من "اليوم صفر"، وهو السيناريو الذي قد تواجهه بعض المدن عند نفاد إمدادات المياه، مما يهدد الاقتصادات والأمن الاجتماعي.

الاحتباس الحراري يزيد المخاطر 

تشير الدراسات البيئية إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية الثورة الصناعية أدى إلى موجات جفاف شديدة، وفيضانات كارثية، وتصحر، وأعاصير، وحرائق غابات واسعة النطاق. 

ويؤكد الخبراء أن إزالة الغابات، التي تمثل رئة الكوكب، تسهم في تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، مما يهدد الحياة البرية والهجرة البشرية والأنشطة الاقتصادية.

ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يؤكد الباحثون أن الحكومات بحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لخفض الانبعاثات الكربونية وتقليل التأثيرات البيئية، قبل أن يصل العالم إلى نقطة اللاعودة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية