الأمم المتحدة: الحرب في السودان اعتداء شامل على حقوق الإنسان

الأمم المتحدة: الحرب في السودان اعتداء شامل على حقوق الإنسان
نازحون سودانيون- أرشيف

حذرت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك صدر الجمعة، من تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث، دون أفق للسلام، في ظل صمت دولي يضاعف المعاناة.

وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، أن أكثر من 30 مليون شخص -أي اثنين من كل ثلاثة سودانيين- بحاجة إلى المساعدة، في حين فرّ أكثر من 12 مليوناً من منازلهم.

ويواجه 25 مليوناً الجوع الحاد، في وقت يحتاج فيه 40% من السكان إلى رعاية صحية طارئة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال لاركيه: "يُقتل المدنيون وعمال الإغاثة بلا عقاب، العنف الجنسي متفشٍّ، ونعرف كيف نوقف هذه المعاناة، لكن الأمر يتطلب إرادة من أطراف النزاع ومن المجتمع الدولي".

انتهاكات وصمت دولي

من جانبه، وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، ما يحدث في السودان بأنه "اعتداء شامل على حقوق الإنسان"، متهماً الأطراف المتصارعة بارتكاب فظائع ممنهجة في ظل غياب أي تحرك دولي حازم.

وقال في بيان: "هذا الصراع الذي لا معنى له يجب أن يتوقف، ولا يجوز أن يستمر السودان في هذا المسار المدمر".

تورك شدد على أن النزاع تغذّيه مصالح اقتصادية، خصوصاً في قطاعات الذهب والزراعة، مشيراً إلى أن قوات الجيش والدعم السريع تجاهلوا منذ البداية القانون الدولي، فاستهدفوا مناطق مدنية حيوية، وارتكبوا مجازر وانتهاكات فادحة، وعرقلوا وصول المساعدات.

ووثّق مكتب حقوق الإنسان عمليات قتل انتقامية واعتداءات عرقية شنتها قوات الدعم السريع على القرى، إلى جانب انتهاكات جنسية واسعة النطاق ضد النساء والفتيات، شملت الاغتصاب والاختطاف والاستغلال.

المعونات لا تكفي

في شرق السودان، تسرد المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، ليني كينزلي، مشاهداتها: "رأيت كيف تعني وجبة واحدة فقط فرصة للبقاء لعائلة نازحة، لكن ما نقدمه يظل قطرة في بحر الاحتياج"، البرنامج يقدم مساعدات غذائية أو نقدية منذ يونيو 2024، لكنه بحاجة عاجلة إلى 650 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لمساعدة 7 ملايين شخص.

وأكدت على أن إيصال هذه المساعدات يتطلب تخفيف القيود على الحركة عبر الحدود وخطوط التماس، وإنهاء الإجراءات البيروقراطية المعقدة التي تعرقل الوصول إلى المحتاجين.

انهيار الرعاية الصحية

في القطاع الصحي، رسم الدكتور شبل صهباني من منظمة الصحة العالمية صورة قاتمة لما تشهده البلاد، كاشفاً عن 156 هجوماً موثقاً على المرافق الصحية خلال العامين الماضيين، أسفرت عن أكثر من 300 وفاة و270 إصابة، شملت مرضى وطواقم طبية.

وتقاطع صوفيا كالتورب، رئيسة العمل الإنساني في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الصورة بمشهد لا يقل قتامة، إذ توقفت 80% من المستشفيات عن العمل في مناطق النزاع، وارتفعت وفيات الأمهات بشكل خطِر، في حين تفتقر 80% من النساء والفتيات النازحات للمياه النظيفة.

وأضافت: "النساء لا يستحققن فقط البقاء على قيد الحياة. إنهن يستحققن الكرامة والفرص لإعادة بناء حياتهن ومجتمعهن".

مساعدات مهددة بالانهيار

في أخطر نداء، كشفت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، أولغا سارادو، أن أزمة النزوح في السودان هي الأسوأ عالمياً في وقت تواجه فيه المساعدات الإنسانية أكبر أزمة تمويل منذ عقود.

وحذّرت من أن تقليص التمويل سيحرم نصف مليون نازح من الحصول على مياه نظيفة، ما يزيد من خطر تفشي الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه.

منذ بداية النزاع في السودان في عام 2023، تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير، حيث أدت المعارك المستمرة بين القوات الحكومية والمليشيات إلى تدمير واسع للبنية التحتية وارتفاع عدد الضحايا، النساء والفتيات، اللاتي يمثلن غالبية النازحين داخليًا وخارجيًا، يواجهن معاناة شديدة جراء هذه الأزمات.

كما أن الظروف الأمنية والصحية المتدهورة، بما في ذلك تدمير المستشفيات، تؤثر بشكل كبير في قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الضرورية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية