«الأغذية العالمي»: مجاعة مؤكدة في السودان والموت يهدد الملايين

«الأغذية العالمي»: مجاعة مؤكدة في السودان والموت يهدد الملايين
نازحون سودانيون- أرشيف

 

"بكل المقاييس، هذه أكبر أزمة إنسانية في العالم".. بهذه الكلمات وصف شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان، حجم المأساة التي يعيشها السودانيون بعد عامين من النزاع. 

وتحدث هيوز من نيروبي إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة الخميس، بنبرة حملت كل الألم، مؤكدًا أن الحرب في السودان تجاوزت حدودها الجغرافية، وتهدد مستقبل المنطقة برمّتها، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر

كشف المسؤول الأممي أن أربعة من كل خمسة نازحين في السودان هم من النساء والأطفال، مشيرًا إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص نزحوا داخل البلاد، فيما فرّ 4 ملايين إلى دول تعاني أصلاً من أزمات غذائية وإنسانية، واستعاد قصصًا مرعبة لنساء وأمهات اضطررن لعبور الحدود مع أطفالهن، بعد أن حُوصرن وسط القتال، وواجهن رحلات محفوفة بالخوف والعطش والخطر.

مجاعة من صنع الإنسان

في سابقة مروعة، أعلن هيوز أن السودان أصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تأكد فيها وجود المجاعة حاليًا، واعتبر ذلك أسوأ ما يمكن أن يواجهه بلد في القرن الواحد والعشرين، موضحًا أن المجاعة بدأت في مخيم زمزم في دارفور العام الماضي، وامتدت الآن إلى عشر مناطق في الإقليم، وتعد المجاعة، كما وصفها، ليست كارثة طبيعية، بل "أزمة من صنع الإنسان".

أشار تقرير برنامج الأغذية العالمي إلى أن نصف سكان السودان تقريبًا –نحو 25 مليون شخص– يعانون من الجوع الحاد، بينهم نحو 5 ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد، يهدد حياتهم ومستقبلهم، وهذه الأرقام الصادمة تعكس واقعًا مأساويًا تغيب عنه الرؤية السياسية والتدخلات الحاسمة لوقف الانهيار.

قيود الحرب تعرقل المساعدات

أكد هيوز أن الحرب ليست وحدها من تقتل السودانيين، بل أيضًا عرقلة وصول المساعدات من قبل أطراف النزاع، وحذر من أن عشرات الآلاف سيموتون خلال العام الثالث إذا لم تتمكن المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي، من الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة، وأشار إلى نجاح البرنامج في الوصول إلى مليون شخص في ثمانية مواقع بدارفور، لكنه أكد أن الهدف هو الوصول إلى سبعة ملايين شخص منتصف هذا العام.

موسم الأمطار يهدد العالقين

قال هيوز إن موسم الأمطار الذي يبدأ في يونيو سيجعل الطرق غير سالكة ويزيد من تعقيد توصيل المساعدات، مما يعني أن هناك سباقًا مع الزمن لتخزين المواد الغذائية في المناطق المحاصرة قبل هطول الأمطار، وأشار إلى أن الاستجابة الفعالة تتطلب أمرين أساسيين أولًا حرية الوصول إلى المناطق المتضررة، وثانيًا التمويل الكافي، محذرًا من أن نقص التمويل قد يدفع بالبرنامج إلى تقليص المساعدات أو تقليص عدد المستفيدين.

نداء من أجل وقف الحرب

اختتم شون هيوز حديثه بنداء إنساني مؤثر، قال فيه: "يحتاج شعب السودان إلى السلام، إنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم"، وأضاف أن الوقت ينفد، والمخاطر تتزايد، والعالم لا يمكن أن يواصل إدارة ظهره لما يحدث في السودان.

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، دخل السودان في دوامة نزاع دموي أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية ونزوح جماعي، وسرعان ما تحولت الحرب التي بدأت بصراع سياسي إلى أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وتشهد مناطق دارفور، والخرطوم، والجزيرة، وكردفان انهيارًا شبه كامل للخدمات الأساسية، وسط انتشار المجاعة وسوء التغذية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية