«نجوم في السماء».. معرض فني بالأمم المتحدة يدعو للسلام والتقارب الإنساني

«نجوم في السماء».. معرض فني بالأمم المتحدة يدعو للسلام والتقارب الإنساني
رسام الكاريكاتير المصري عمرو فهمي بجوار مجموعة من لوحاته في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك

عرض الفنان ورسام الكاريكاتير المصري عمرو فهمي، مجموعة من لوحاته في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، في معرض يحمل عنوان "نجوم في السماء"، مجسداً من خلاله دعوة للسلام والتفاهم بين الشعوب عبر الفن، وضم المعرض لوحات لشخصيات عالمية تجاوز تأثيرها الحدود الجغرافية، وأسهمت في تشكيل الذاكرة الإنسانية المشتركة.

بدأ المعرض رحلته من العاصمة الإيطالية روما، حيث احتضنته أكاديمية الفنون، ثم تنقل بين لندن وباريس، قبل أن يحط رحاله في نيويورك، في حدث ثقافي نظمته الأمانة العامة للنادي العربي بالأمم المتحدة برئاسة نبيل ميداني، وبدعم من البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات العربية الأمريكية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وجوه عالمية من أجل السلام

جسّد فهمي في لوحاته وجوهاً مألوفة للعالم، من الزعيم المصري أنور السادات إلى لاعب الكرة محمد صلاح، ومن ويليام شكسبير إلى أوبرا وينفري، ومن ليوناردو دافنشي إلى الأمين العام الأسبق بطرس غالي.

وقال فهمي: "نحن جميعاً واحد، نبحث عن السلام، كلٌّ بطريقته، وأنا أبحث عنه بالريشة والألوان".

شهد المعرض حضوراً دبلوماسياً واسعاً، وافتتحه السفير أسامة عبد الخالق، الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من الشخصيات العربية والأمريكية، في لحظة رمزية عكست كيف يمكن للفن أن يكون جسراً للتواصل بين الثقافات.

كاريكاتير بروح إنسانية

قدّم عمرو فهمي لوحاته بأسلوب يمزج بين الكلاسيكية وروح الكاريكاتير، قائلاً إن الكاريكاتير لا يعني التشويه، بل هو "مبالغة فنية تعبر عن رؤيتي الخاصة للشخصيات".

واستعرض لوحة رسم فيها أنور السادات جالساً على الأرض مرتدياً عباءة مصرية، وعلى كتفه حمامة سلام، في مشهد يرمز للبساطة والتقاليد المصرية وحب السلام.

ورسم فهمي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأسلوب كلاسيكي مختلف عن أسلوبه الساخر، قائلاً إن هذه اللوحة "تحية شكر وامتنان لدعمه المتواصل للقضايا العربية"، هذا التحول في الأسلوب عكس رغبة الفنان في توجيه رسالة احترام وتقدير من خلال فنه.

الفن لا يصمت

تحدث فهمي عن دور الفن في مواجهة الأزمات، مستشهداً برسمه لوحة الموناليزا ترتدي كمامة أثناء جائحة كورونا، لتكون رسالة بصرية توعوية لواقع العالم حينها.

وأضاف: "الفنانون يجب أن يكونوا مثقفين، يقرؤون الواقع ويعبرون عنه بلغة يفهمها الجميع دون الحاجة إلى ترجمة".

تناولت لوحات أخرى قضايا مثل نبذ الإرهاب ومعوقات التنمية، منها لوحة لرجل يمسك مضرب ذباب يطارد حشرة كُتب عليها "الإرهاب"، في تعبير ساخر لكنه عميق عن المواجهة مع التطرف، واستخدام الفن في نقل رسائل جادة بلغة بصرية ذكية.

دعوة للسلام العادل

اختتم عمرو فهمي زيارته برسالة وجهها من داخل مقر الأمم المتحدة إلى شعوب العالم وقادتهم: "أتمنى أن يعمل الجميع من أجل سلام عادل، سلام للحق والخير والجمال.. لأننا جميعاً بشر، ويجب أن نتضامن معاً".

يُعد عمرو فهمي من أبرز فناني الكاريكاتير في العالم العربي، ويمتد نشاطه الفني إلى المحافل الدولية، حيث استخدم فنه في التعبير عن القضايا الإنسانية والسياسية بروح مرحة وذكية.

وتأتي مشاركته في الأمم المتحدة ضمن توجه عالمي للاعتراف بالفن كوسيلة دبلوماسية ناعمة لنشر ثقافة الحوار والتفاهم والسلام.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية