تقرير: الطبقة المتوسطة في إسرائيل تهوي نحو الفقر وتنهار تحت وطأة الحرب

تقرير: الطبقة المتوسطة في إسرائيل تهوي نحو الفقر وتنهار تحت وطأة الحرب
الفقر في إسرائيل

تعرّضت الطبقة المتوسطة في دولة إسرائيل لضغوط اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة، مما أدى إلى تآكلها بشكل ملموس، كانت هذه الشريحة تعد الدعامة الأساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لكن تداعيات الحرب أدت إلى خلخلة عميقة في بنيتها، إذ دفع العديد منها إلى شفا الفقر، وجعلها تقف أمام الوزارات والجمعيات طلبًا للمساعدة بحسب خبراء في الاقتصاد.

ووفقاً لتقرير نشرته شبكة "فلسطين أون لاين" الإخبارية، اليوم السبت، بيّن الاختصاصي خالد أبو عامر، أن الإعلام الإسرائيلي بدأ أخيرًا بتسليط الضوء على الزيادة الكبيرة في عدد الأسر داخل دولة إسرائيل، التي تواجه تحديات معيشية واقتصادية متفاقمة. 

وأوضح أبو عامر أن طوابير طويلة من الإسرائيليين، من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، باتت تقف أمام المؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية طلبًا للمساعدة، ما يعكس مدى التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي.

وأوضح أبو عامر أن دولة إسرائيل، التي تركز معظم إنفاقها على النفقات العسكرية، لم تعد قادرة على إخفاء حجم الأزمة الداخلية، وذكر أن استمرار الحرب التي تجاوزت عامها الأول، بعد أن كانت حروباً خاطفة ومحدودة المدة، أصبح لها أثر بالغ على البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بأسره.

وأشار إلى أن العديد ممن كانوا يعملون في شركات إسرائيلية توقفت خدماتهم أو تم الاستغناء عنهم، فيما اتجهت بعض الشركات إلى نقل نشاطها إلى مناطق أكثر أمانًا واستقرارًا، ما عمّق أزمة البطالة.

ارتفاع خط الفقر

وفقًا لتقارير رسمية، يعيش نحو 1.98 مليون شخص في إسرائيل تحت خط الفقر، أي ما يعادل 20.7% من السكان، ما يجعل الدولة في المرتبة قبل الأخيرة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث معدلات الفقر.

وفي ظل تمويل العمليات العسكرية المستمرة، ارتفع الدين العام الإسرائيلي بنسبة 68%، ما يشير إلى تفاقم العبء الاقتصادي على الدولة.

وفي السياق، أوضح الاختصاصي د. نائل موسى أن الطبقة البرجوازية وأصحاب رؤوس الأموال تأثّروا أيضًا بتداعيات الحرب؛ إذ اختار بعضهم الفرار بأموالهم إلى خارج دولة إسرائيل، معتبرًا أن "رأس المال جبان"، بينما يحاول آخرون التكيّف مع الوضع الجديد، مستندين إلى ما يملكون من ثروات أو ارتباط مصالحهم التجارية بمؤسسات حكومية.

وأكد موسى أن خروج أو انهيار هذه الشريحة قد يؤدي إلى تداعيات خطِرة، تصل إلى انهيار مؤسسات مالية واقتصادية حيوية، خاصة في قطاع المال وتجارة الذهب.

تحول متأزم في الهوية

أشار د. نائل موسى إلى أن الطبقة المتوسطة في إسرائيل أصبحت اليوم أكثر هشاشة، وأقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج أعداد متزايدة من الفقراء.

وأوضح أن تحول الطبقة المتوسطة من شريحة مستقرة إلى متلقية للمساعدات الاجتماعية يعكس عمق الأزمة، ويهدّد الاستقرار المجتمعي، ما يزيد من الأعباء على الدولة والنظامين الاقتصادي والاجتماعي.

على مدى السنوات الماضية، واجه المجتمع الإسرائيلي تأثيرات متصاعدة لحروب استنزاف مستمرة، جعلت من الضغوط الاقتصادية والمالية واقعًا قاسيًا يؤثر سلبًا في الطبقة المتوسطة، إذ إن توجيه النفقات الكبرى للعمليات العسكرية وعدم توفير الدعم الكافي للقطاعات الحيوية أدّى إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية ملموسة.

وتجلى ذلك في ارتفاع معدلات الفقر وتراجع فرص العمل، ما أثار موجة من السخط الشعبي تجاه الحكومة التي فشلت في كبح جماح التضخم وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

خسائر اقتصادية غير مسبوقة

وفق بيانات رسمية، تسببت الحرب التي اندلعت على غزة منذ أكتوبر 2023 في خسائر اقتصادية غير مسبوقة لدولة إسرائيل، فاقمت من أزماتها المالية والاجتماعية، وقد قُدّرت تكلفة الحرب المباشرة وغير المباشرة حتى الربع الأول من عام 2025 بما يأتي:

تجاوزت تكلفة العمليات العسكرية: تجاوزت 60 مليار دولار، تشمل الإنفاق على المعدات والتعويضات والتعبئة العسكرية، بحسب تقديرات وزارة المالية الإسرائيلية، وارتفاع الدين العام بنسبة 68%، ليصل إلى أكثر من 500 مليار شيكل، نتيجة الاقتراض لتمويل الحرب وتعويض الأضرار.

وتم تسجيل أكثر من 300 ألف شخص كعاطلين عن العمل، بعد إغلاق آلاف الشركات وانسحاب استثمارات داخلية وخارجية، بالإضافة إلى تراجع عائدات السياحة بنسبة تفوق 80%، كما انخفض حجم التجارة الخارجية مع بعض الدول الأوروبية والآسيوية بسبب الوضع الأمني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية