«ديلى ميل»: القطب الشمالي قد ينزاح 27 متراً جراء تغير المناخ

بحلول عام 2100

«ديلى ميل»: القطب الشمالي قد ينزاح 27 متراً جراء تغير المناخ
القطب الشمالي

حذّر تقرير علمي حديث من احتمال انزياح القطب الشمالي الجغرافي بمقدار يصل إلى 90 قدمًا (نحو 27 مترًا) بحلول عام 2100، بسبب تأثيرات التغير المناخي وتسارع ذوبان الصفائح الجليدية ويُعد القطب الشمالي مرجعية مركزية لأنظمة الملاحة العالمية، ما يجعل أي تحوّل في موقعه الجغرافي أمرًا مقلقًا على نطاق واسع.

وقالت صحيفة "ديلي ميل"، السبت، إن ذوبان الجليد في المناطق القطبية سيؤدي إلى إعادة توزيع الكتلة على سطح الأرض، وهو ما يغيّر محور دوران الكوكب بشكل طفيف ولكن مؤثر، ورغم أن هذه التغييرات قد تبدو بسيطة من منظور جيولوجي، فإن لها تداعيات ضخمة على أنظمة تحديد المواقع والملاحة التي تعتمد على استقرار محور الأرض.

تهديد للأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء

يشير فريق من العلماء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ إلى أن التحولات الجارية، التي يغلب عليها الطابع البشري الآن، قد تؤثر سلبًا في دقة الأقمار الصناعية وتلسكوبات الفضاء العميق، وتعتمد هذه الأنظمة بشكل حاسم على محور دوران الأرض كمرجع رئيسي، ما يجعل أي تغير في القطب الشمالي الجغرافي مدخلاً لمشكلات تقنية وأمنية بالغة.

في أسوأ سيناريو لا تنخفض فيه انبعاثات الغازات الدفيئة، يتوقع العلماء أن يتحرك القطب الشمالي بنحو 89 قدمًا بين عامي 1900 و2100، أما في سيناريو أكثر تفاؤلاً يتسم بخفض هذه الانبعاثات، فقد يقتصر التحرك على 39 قدمًا فقط (12 مترًا). إلا أن كلا السيناريوهين يعكسان حقيقة واحدة: الإنسان أصبح العامل الأقوى في تغيير توازن الكوكب.

من الماضي الجليدي إلى الحاضر المشتعل

جدير بالذكر أن أحد العوامل الطبيعية التي ساهمت في تحرك القطب الشمالي على مدى آلاف السنين هو ارتداد القشرة الأرضية بعد العصر الجليدي الأخير، فقد كانت القشرة قد غرقت تحت وطأة الأنهار الجليدية وبدأت بالارتفاع مجددًا بعد ذوبانها، ما أسهم في تحولات بطيئة لموقع القطب، غير أن العلماء يؤكدون أن تأثيرات هذا العامل الطبيعي تتراجع، في حين يزداد تأثير النشاط البشري، ليصبح المحرّك الأول لهذا التغير الجغرافي العميق.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على ذوبان الثلوج وهطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات وإزالتها والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري بجانب تدمير الحياة البرية.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية