مدينة روسية تدعو آلاف السكان إلى "إجلاء فوري" تجنباً لمخاطر ذوبان الثلوج

مدينة روسية تدعو آلاف السكان إلى "إجلاء فوري" تجنباً لمخاطر ذوبان الثلوج

 

دعت السلطات في مدينة أورينبورغ الروسية آلاف السكان إلى الإخلاء الفوري، الجمعة، بسبب الارتفاع السريع في مياه الفيضانات بعد أن فاضت الأنهار الرئيسية على ضفافها بسبب طوفان قياسي نتج عن ذوبان الثلوج.

كما ارتفعت المياه بشكل حاد في منطقة روسية أخرى هي كورجان.

ودعا عمدة أورينبورغ، سيرغي سالمين، السكان في بيان عبر تطبيق الرسائل تلغرام في الصباح إلى “الإخلاء العاجل” مع انطلاق صفارات الإنذار في المدينة، وفق شبكة "أي بي سي نيوز".

وفي كازاخستان المجاورة قالت السلطات إنه تم إجلاء 100 ألف شخص حتى الآن حيث أدى الارتفاع السريع في درجات الحرارة إلى ذوبان الثلوج الكثيفة والجليد.

ودعت السلطات الإقليمية إلى إخلاء جماعي لأجزاء من أورينبورغ، وهي مدينة يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة وتقع على بعد 1200 كيلومتر شرقي موسكو، وفق وكالة "رويترز".

ونقلت وكالات أنباء روسية في وقت لاحق عن مسؤولين في أورينبورج قولهم إنه تم إجلاء أكثر من 13 ألف ساكن في جميع أنحاء المنطقة، أكثر من ربعهم من الأطفال.

وقال عمال الطوارئ إن منسوب المياه في نهر الأورال ارتفع بأكثر من مترين عما يعتبرونه مستوى خطيرا. 

وتدفقت المياه على نوافذ المنازل المبنية من الطوب والخشب في المدينة، وجلست الكلاب الأليفة على أسطح المنازل.

ودعا سيرجي سالمين رئيس بلدية أورينبورج السكان إلى أخذ وثائقهم وأدويتهم وموادهم الأساسية والخروج من منازلهم.

وقال فاديم شومكوف حاكم منطقة كورجان الإقليمية عبر تطبيق تلغرام، إنه تم أيضا إخلاء قرية كامينسكوي في المنطقة صباح الجمعة بعد أن ارتفع منسوب المياه هناك 1.4 متر خلال الليل.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية