الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين في محيط مخيم جنين

استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي طاقمًا صحفيًا بشكل مباشر خلال تغطيته للأحداث الجارية في محيط مخيم جنين، بإطلاق قنابل الغاز السام صوب الصحفيين، في خطوة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق الطواقم الإعلامية في الأراضي الفلسطينية.

أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الاثنين، أن قوات الجيش أطلقت قنابل غاز سامة باتجاه الصحفية راية عروق، مراسلة قناة العالم الإخبارية، والمصور محمد عبد الخالق، بينما كانا يوثّقان العدوان الإسرائيلي عند أحد مداخل المخيم شمال الضفة الغربية، وهو أحد أبرز بؤر التصعيد في الآونة الأخيرة.

وأوضحت الوكالة أن قوات الجيش الإسرائيلي منعت الصحفيين من دخول المخيم أو الاقتراب من محيطه، ما حال دون توثيق عمليات القصف والتدمير التي طالت المنازل والبنى التحتية وممتلكات المواطنين، في محاولة واضحة لتعتيم الصورة ومنع الرواية الفلسطينية من الوصول إلى العالم.

حصار إعلامي ميداني

واصلت قوات الجيش الإسرائيلي تشديد الحصار على التغطية الإعلامية داخل مخيم جنين، حيث أقامت حواجز عسكرية ونقاط تفتيش عند مداخل المخيم، ومنعت كل من يحاول الدخول للتوثيق أو التغطية، في انتهاك صريح لمواثيق حماية الصحفيين في مناطق النزاع، حسب ما أفادت مصادر صحفية محلية.

ورصدت تقارير إعلامية ميدانية أن القوات الإسرائيلية استخدمت أساليب قمعية لثني الطواقم الصحفية عن العمل، شملت إطلاق الرصاص الحي في محيط المواقع التي يوجد فيها الصحفيون، إلى جانب استخدام القنابل الصوتية والغازية بشكل كثيف، ما يُعد بمثابة استهداف متعمد لترهيب الصحافة.

تصعيد مستمر في جنين

يأتي هذا الاعتداء على الصحفيين في سياق التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على مخيم جنين، والذي يشهد منذ عدة أيام اجتياحات وعمليات مداهمة وتدمير، أسفرت عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، في ظل غياب شبه تام للجهات الإنسانية والإعلامية عن تغطية ما يجري على الأرض.

ويُعد المخيم من أبرز نقاط التوتر في الضفة الغربية، حيث تشهد المنطقة اشتباكات متكررة بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين، وسبق أن تعرضت عدة فرق صحفية للاستهداف المباشر خلال تغطيتها للأحداث، ما يعيد إلى الأذهان حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في مايو 2022، التي ما زالت تشكل جرحًا مفتوحًا في الذاكرة الإعلامية العالمية.

دعوات لحماية الصحفيين

دعت منظمات دولية مدافعة عن حرية الصحافة، في أكثر من مناسبة، إلى توفير الحماية الكاملة للصحفيين الفلسطينيين والأجانب العاملين في الأراضي المحتلة.

وطالبت المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الإعلاميين، الذين غالبًا ما يجدون أنفسهم بين نيران الاشتباكات، دون أدنى ضمان لسلامتهم أو حقوقهم.