«الغارديان»: بوتين يبدى استعداده لمفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
«الغارديان»: بوتين يبدى استعداده لمفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء، عن تحول مفاجئ في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن للمرة الأولى استعداده لإجراء محادثات ثنائية مباشرة مع أوكرانيا بهدف التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب المستمرة بين البلدين منذ أكثر من عامين.
أشارت الصحيفة، في تقرير أعده الصحفي وارين موراي، إلى أن بوتين طالما رفض الدخول في أي مفاوضات مباشرة مع القيادة الأوكرانية الحالية، وسبق له أن اشترط تغيير النظام الحاكم في كييف قبل بدء أي حوار، معتبراً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير شرعي ولا يمثل بلاده.
زيلينسكي يرحب
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للمشاركة في أي مفاوضات من شأنها إنهاء الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية، مؤكداً أنه بانتظار موقف رسمي من موسكو للشروع في حوار مباشر يضع حداً للحرب.
أوضح التقرير أن الرئيس الروسي أعلن خلال مقابلة تلفزيونية أنه يدعم أي مبادرة لتحقيق السلام، معرباً عن أمله في أن تتبنى أوكرانيا الموقف نفسه، في خطوة غير مسبوقة تفتح باب الاحتمالات أمام انفراجة محتملة في النزاع المستمر.
ضغوط على الطرفين
سلّطت الصحيفة الضوء على الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها كل من بوتين وزيلينسكي من الإدارة الأمريكية، حيث حذرت واشنطن من احتمال انسحابها من جهود الوساطة إذا لم يُحرز أي تقدم ملموس في مسار السلام بين الطرفين.
وذكرت "الغارديان" أن وفداً أوكرانياً سيصل إلى العاصمة البريطانية لندن غداً الأربعاء لعقد اجتماعات مع ممثلين من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في محاولة جديدة لدفع مسار التفاوض، بعد تصريحات زيلينسكي التي أبدى فيها استعداد بلاده لخوض "مفاوضات بناءة" تفضي إلى حل سلمي شامل.
بحسب تسريبات كشفت عنها الصحيفة، تبذل الولايات المتحدة جهوداً حثيثة لصياغة اتفاق سلام من شأنه إنهاء الحرب، ويتضمن تثبيت خطوط التماس الحالية الممتدة على طول ألف كيلومتر تقريباً، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، إضافة إلى التزام كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
منطقة سيادة محايدة
أوضحت التسريبات أن الاتفاق المقترح يشمل تحويل محطة زابورجيا النووية، التي تسيطر عليها روسيا حالياً، إلى منطقة تخضع لسيادة محايدة، ضمن مساعي تقليل الأخطار النووية في ظل استمرار القتال على أطرافها.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 بعد اجتياح القوات الروسية لأراضٍ أوكرانية، ما أدى إلى تصعيد عسكري غير مسبوق في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وطول فترة النزاع، رفض الكرملين الاعتراف بشرعية الحكومة الأوكرانية الحالية، واشترط تغيير القيادة في كييف كمدخل لأي تسوية، في حين تمسكت أوكرانيا بالدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
ورغم الوساطات الدولية، لم تُعقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين حتى الآن، ما يجعل إعلان بوتين الجديد خطوة ذات أهمية سياسية كبرى قد تُحدث تحولاً في مسار الحرب إذا ما تُرجمت إلى مبادرات فعلية على الأرض.