ظاهرة كارثية تهدد الشعاب المرجانية حول العالم بسبب التغير المناخي

ظاهرة كارثية تهدد الشعاب المرجانية حول العالم بسبب التغير المناخي
الشعاب المرجانية

واصلت ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية تفشيها على نطاق غير مسبوق، وفق ما أُعلن اليوم الأربعاء، إذ أصاب الضرر نحو 84% من الشعاب المرجانية في أنحاء العالم، ما ينذر بانهيار وشيك لهذه النظم البيئية البحرية الحساسة، التي يعتمد عليها قرابة مليار إنسان.

أكدت وكالة "فرانس برس"، نقلاً عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA)، أن الفترة بين 1 يناير 2023 و20 أبريل الجاري شهدت تعرّض الشعاب المرجانية في أكثر من 100 دولة لإجهاد حراري حاد بفعل ارتفاع حرارة المحيطات. 

ويُعد هذا الابيضاض هو الرابع من نوعه منذ 1998، ويُسجل هذه المرة رقماً قياسياً في اتساعه، ليشمل المحيطات الأطلسي والهادئ والهندي على حد سواء.

انهيار بيئي صامت

يشير العلماء إلى أن ابيضاض المرجان هو رد فعل بيولوجي ناتج عن ارتفاع درجات حرارة المياه، ما يدفع المرجان إلى طرد طحالب "الزوكسانثيلا" التي يعيش معها في علاقة تكافلية، وهي المسؤولة عن تزويده بالغذاء ومنحه لونه الزاهي. 

وإذا طال أمد الحرارة المرتفعة، يؤدي ذلك إلى نفوق المرجان بشكل واسع.

أعربت العالمة ميلاني ماكفيلد، المؤسسة لمبادرة "شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء" (HRI)، عن قلقها من وصف الظاهرة بـ"عاصفة ثلجية صامتة" تقضي تدريجياً على الألوان الزاهية والأسماك التي تعيش في بيئات الشعاب. 

وقالت ماكفيلد، من فلوريدا: "إذا استمرت موجات الحر البحرية على هذا النحو، فسيكون من الصعب تصور آفاق تعافي الشعاب".

تهديد مباشر للبشرية

تحتضن الشعاب المرجانية تنوعاً بيولوجياً هائلاً، وتعد مصدر رزق لملايين الصيادين والسكان الساحليين، كما تمتص الصدمات الطبيعية وتوفر سياحة بيئية ضخمة. إلا أن التغير المناخي، المدفوع بانبعاثات الوقود الأحفوري، يهددها بالفناء. 

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن المحيطات امتصت أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي منذ عام 1970.

وأظهر تقرير مرصد كوبرنيكوس الأوروبي أن 2024 كان العام الأكثر حرارة في تاريخ الأرض، فوق اليابسة وفي المحيطات، ما يعزز المخاوف من تسارع انهيار النظام البحري.

نهاية قريبة في الأفق؟

يتوقع الخبراء أن تختفي بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، حتى مع الالتزام بحد الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. 

أما إذا ارتفعت الحرارة درجتين، وهو ما تشير إليه السياسات المناخية الحالية، فستُفقد الشعاب بنسبة 99%.

ودعا رئيس جزيرة بالاو المرجانية، سورانجيل ويبس جونيور، إلى إنهاء عهد الوقود الأحفوري والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، مؤكداً أن إنقاذ الشعاب يتطلب عدالة مناخية. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية