مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في حادثة طعن قرب مدرسة بفرنسا
مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في حادثة طعن قرب مدرسة بفرنسا
شهدت مدينة نانت الفرنسية، حادثة طعن مروعة وقعت داخل مؤسسة تعليمية، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وُصفت بالمتفاوتة، بحسب الحصيلة الأولية التي أوردتها السلطات.
ووقعت الحادثة حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وأثارت صدمة واسعة في الأوساط التعليمية والاجتماعية، نظرًا لموقع الجريمة داخل الحرم المدرسي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.
اقتحم المهاجم، وهو تلميذ في المدرسة الثانوية التي وقعت فيها الجريمة، فصلين دراسيين بشكل مفاجئ وبدون دافع معلن، وبدأ بطعن الموجودين مستخدمًا أداة حادة.
ولم تعلن الشرطة حتى الآن عن دوافع الفعل الدموي، ما يزيد من حالة الغموض والهلع التي رافقت الحادث.
السيطرة على الجاني
وتمكّن موظفون من الهيئة التعليمية من السيطرة على الجاني فور ارتكابه الاعتداء، قبل أن تصل الشرطة إلى المكان وتلقي القبض عليه دون مقاومة.
وأوضح مصدر أمني لصحيفة "لوموند" الفرنسية أن اسم المشتبه به لا يرد في أي من سجلات القضاء الجنائي، ما يشير إلى غياب سوابق جنائية أو سلوكيات عدوانية معروفة عنه.
وسارعت إليزابيث بورن، وزيرة التربية الوطنية، إلى إعلان توجهها نحو موقع الجريمة، برفقة وزير الداخلية برونو ريتايو، في خطوة تشير إلى جدية الدولة في التعامل مع الحادثة.
وكتبت الوزيرة في تغريدة عبر منصة "إكس": "أتوجه إلى مكان الحادث لدعم المجتمع التعليمي وأعبر عن تضامني الكامل مع الضحايا".
حالة من الذعر
وأثار الهجوم حالة من الذعر داخل المدرسة، حيث تم إجلاء التلاميذ بهدوء إلى مناطق آمنة تحت إشراف الأجهزة الأمنية، بينما باشرت فرق الإسعاف نقل المصابين إلى مستشفيات المدينة لتلقي العلاج.
تكررت في السنوات الأخيرة حوادث العنف في المؤسسات التعليمية الفرنسية، سواء كانت ناجمة عن توترات اجتماعية، أو عن مشكلات تتعلق بالصحة النفسية للمراهقين.
وتأتي هذه الحادثة بعد 5 أعوام من حادثة قتل المعلم صامويل باتي في أكتوبر 2020، على يد طالب متطرف، وهو ما أعاد آنذاك الجدل حول أمن المدارس ومناهج التعليم وعلاقة الطلاب بالمجتمع.
وشهدت الحكومة الفرنسية منذ ذلك الحين محاولات متعددة لتشديد الإجراءات الأمنية في محيط المؤسسات التربوية، من بينها تعزيز الدوريات الأمنية وتكثيف آليات المراقبة النفسية والسلوكية للتلاميذ، إلا أن استمرار هذه الهجمات يثير تساؤلات حول فعالية تلك الإجراءات.
التحقيق في ظروف الحادثة
باشرت الشرطة القضائية التحقيق في ظروف الحادثة، وبدأت استجواب الشهود وذوي المشتبه به لكشف أي خيوط يمكن أن توضح دوافع هذا الفعل العنيف.
وأكدت السلطات الأمنية أنها لا تستبعد أي فرضية، سواء كانت الحادثة فردية بدوافع نفسية، أو ذات خلفية اجتماعية أو حتى تطرفًا فكريًا، رغم عدم وجود مؤشرات فورية على ذلك.
ودعت وزارة الداخلية المجتمع التعليمي إلى التحلي بالهدوء واليقظة، مؤكدة أن حماية المدارس "أولوية وطنية"، كما انتشرت وحدات من الدعم النفسي والاجتماعي في المدرسة لتقديم المساعدة للتلاميذ والمعلمين الذين تعرضوا لصدمة نفسية جراء الواقعة.