نزوح مليون شخص في الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
نزوح مليون شخص في الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
أعلن وزير التنمية الاجتماعية السوداني، أحمد آدم بخيت، اليوم الخميس، أن مدينة الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور استقبلت ما يقرب من مليون نازح خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة الهجمات العنيفة التي نفذتها قوات الدعم السريع ضد القرى الواقعة على أطراف المدينة.
وأوضح الوزير أن عمليات الإحراق الممنهجة التي تعرضت لها تلك القرى دفعت السكان إلى الفرار نحو الفاشر، والتي تحولت في غضون أيام إلى ملاذ مزدحم يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
ونبّه الوزير إلى "ظروف إنسانية قاسية للغاية" يعيشها النازحون داخل المدينة المحاصرة، داعيًا إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لاحتواء المأساة المتفاقمة.
وأكد بخيت، أن الفاشر لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من النازحين في ظل انهيار الخدمات الأساسية، وندرة الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، محذرًا من خطر المجاعة وانتشار الأوبئة.
تصعيد سياسي في دارفور
طالب عدد من قادة المجتمع المدني والسياسيين في إقليم دارفور، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الخميس في مدينة بورتسودان، المجتمع الدولي بإدراج قوات الدعم السريع على قوائم المنظمات الإرهابية، وذلك على خلفية الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها بحق المدنيين، وعمليات التهجير الجماعي التي تسببت فيها في شمال دارفور.
وأكد المتحدثون أن ما تشهده المنطقة "ليس مجرد صراع عسكري"، بل هو "حملة ممنهجة لتطهير عرقي وتدمير النسيج الاجتماعي للمنطقة".
وربط المتحدثون هذه الدعوات بفشل المؤسسات العدلية المحلية في وقف الممارسات الوحشية التي تقوم بها قوات الدعم السريع، لا سيما في ظل تراجع سلطة الدولة المركزية.
وأشاروا إلى أن وجود مئات آلاف النازحين بدون حماية قانونية أو غطاء دولي يجعلهم عرضة للاستغلال والانتهاكات المستمرة.
إنكار الأزمة من قبل السلطات
أنكر عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق إبراهيم جابر، ما وصفه بـ"التقارير المضللة" حول وجود مجاعة في السودان، مشيرًا إلى أن تلك الأحاديث "تهدف إلى تنفيذ أجندات خارجية لا تخدم مصلحة الشعب السوداني".
جاء ذلك خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، حيث شدد على أن الأزمة الرئيسية تكمن في استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى صفوف قوات الدعم السريع، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح لمنع تدفق الدعم الخارجي لهذه القوات.
وجدد جابر التأكيد على تمسك الحكومة بضرورة حسم الصراع عسكريًا عبر تقوية الجيش السوداني ومنع تمدد الدعم السريع، معتبرًا أن الحسم الميداني هو الطريق الوحيد لإعادة الاستقرار إلى البلاد، خاصة في ظل تمسك الدعم السريع بخطط السيطرة على المناطق الحيوية.
قصف مدفعي كثيف
شهدت الفاشر، اليوم الخميس، قصفًا مدفعيًا عنيفًا نفذته قوات الجيش السوداني على مواقع تابعة للدعم السريع داخل المدينة وفي محيطها، في محاولة لإضعاف خطوط الإمداد العسكري للخصم قبل أي هجوم بري محتمل.
ورصدت مصادر ميدانية تراجع وتيرة الاشتباكات خلال ساعات الظهيرة، مع بقاء حالة التأهب القصوى بين الطرفين.
وتمثل مدينة الفاشر المعقل العسكري الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على أربع من أصل خمس ولايات تشكل الإقليم.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة لإكمال نفوذها العسكري والجغرافي، الأمر الذي يعده الجيش "خطًا أحمر" من شأن تجاوزه أن يُحدث تحولًا دراماتيكيًا في ميزان القوى.