الجيش الإسرائيلي يشن حملة مداهمات في الضفة ويعتقل 24 فلسطينياً

نفّذ الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، سلسلة عمليات عسكرية جديدة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ضمن ما وصفه بـ"أنشطة مكافحة الإرهاب"، تخللتها اعتقالات ومصادرة أسلحة ومبالغ مالية، في إطار تصعيد عسكري مستمر منذ أشهر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن قواته داهمت مناطق عدة في الضفة الغربية، التي أشار إليها باستخدام المصطلحات التوراتية "يهودا والسامرة"، موضحًا أن العمليات أسفرت عن العثور على ثلاث بنادق نارية، وبندقية من طراز "إم-16"، بالإضافة إلى عشرات آلاف الشواقل التي قال إنها "أموال إرهابيين"، مؤكدا توقيف مشتبه به خلال هذه المداهمات.

وأضاف البيان أن القوات الأمنية ألقت القبض على 24 مطلوبًا، بينهم ثلاثة من مدينة جنين، اتُهموا بالتورط في تحويل أموال إلى ما وصفها بـ"منظمات إرهابية"، كما أشار إلى مصادرة بندقية من طراز "عوزي" في منطقة عقبة جبر، حيث اعتُقل شخص آخر.

نقل المعتقلين للتحقيق

أكد الجيش الإسرائيلي أن جميع المعتقلين نُقلوا إلى جهاز الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) لاستكمال التحقيقات، فيما تم تسليم الأسلحة والمبالغ المالية المصادرة إلى الجهات المختصة.

وتأتي هذه العمليات ضمن حملة متواصلة يشنّها الجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة الغربية، وتحديدًا في مناطق جنين ونابلس وطولكرم، وهي مناطق تُعد بؤرًا مركزية للمقاومة الفلسطينية المسلحة.

وفق معطيات فلسطينية رسمية، أسفر التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 958 فلسطينيًا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى ما يقارب 16,400 حالة اعتقال، غالبيتهم من الشبان والفتيان، وتركّزت الحملة الأمنية بشكل خاص في شمال الضفة الغربية.

تداعيات إنسانية وأمنية

تسببت هذه المداهمات المتكررة في تعقيد الأوضاع الإنسانية بالضفة، حيث تتعرض مدن وبلدات فلسطينية لحصار، وقيود على الحركة، واقتحامات ليلية متكررة، وسط تصاعد الاحتقان الشعبي والمواجهات بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين.

وتحذر منظمات حقوق الإنسان من أن سياسة "الاعتقالات الجماعية" والمداهمات العسكرية قد تؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد، وتزيد من هشاشة الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.