"عودوا إلى بلدكم".. لاجئون أوكرانيون يواجهون تمييزاً متزايداً في بولندا

"عودوا إلى بلدكم".. لاجئون أوكرانيون يواجهون تمييزاً متزايداً في بولندا
لاجئون أوكرانيون في بولندا- أرشيف

اتهم لاجئون أوكرانيون في بولندا السلطات والمجتمع بتغيير مواقفهم بشكل جذري خلال الأشهر الأخيرة، حيث رصدت تقارير متكررة عن سوء معاملة وتمييز ضدهم في المدارس وأماكن العمل والمواصلات العامة. 

وقالت سفيتلانا، وهي أم أوكرانية تبلغ من العمر 31 عامًا، إن ابنتها التي كانت تحب مدرستها البولندية، واجهت مؤخرًا إهانات صريحة من زملائها، مضيفة: "قبل أسبوعين عادت إلى المنزل وقالت لي: أحد الصبية قال لي عودي إلى أوكرانيا".

وأكد عدد من اللاجئين الذين تحدثوا إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنهم لاحظوا تحولاً ملحوظاً في المزاج الشعبي البولندي تجاه الأوكرانيين، رغم الدعم الكبير الذي قُدم لهم في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. 

وأفاد البعض بتعرضهم لإساءات لفظية على متن الحافلات وداخل المتاجر، بينما تحدث آخرون عن تعرض أطفالهم للتنمر في المدارس، وانتشار خطاب الكراهية ضد الأجانب على منصات التواصل الاجتماعي.

الأزمة السياسية تؤجج التوتر

يتزامن هذا التدهور في العلاقات الاجتماعية مع احتدام الحملات الانتخابية الرئاسية في بولندا، والتي ستُجرى جولتها الأولى يوم الأحد المقبل. 

وأشار مراقبون إلى أن بعض المرشحين استغلوا ملف اللاجئين الأوكرانيين لتحقيق مكاسب سياسية، من خلال طرح خطاب وعوده تقليل الدعم أو فرض قيود على اللاجئين، ما أسهم في تحفيز المشاعر القومية وزيادة التوتر بين السكان المحليين والوافدين الجدد.

سفيتلانا ليست الوحيدة، فقد وثّقت BBC عشرات الشهادات للاجئين أوكرانيين تحدثوا عن تجارب مماثلة، حيث أصبحت المواقف العدائية أكثر علانية، وتراجعت أجواء الترحيب التي سادت مع اندلاع الحرب. 

وذكر أحد اللاجئين: "كنا نشعر في البداية بالأمان والاحترام، لكن اليوم أصبحنا نشعر بأننا عبء"، وأضافت لاجئة أخرى أن الناس يتهامسون عنهم في المواصلات العامة، ويشعر أطفالها بالعزلة في مدارسهم.

مخاوف من تراجع الدعم

يثير هذا التصاعد في المشاعر السلبية تجاه الأوكرانيين في بولندا، الدولة التي استقبلت أكثر من 1.5 مليون لاجئ منذ بدء الحرب، مخاوف أوسع بشأن مستقبل الدعم الأوروبي لأوكرانيا، خاصة في ظل تصاعد الشعبوية والتشكيك في سياسات اللجوء. 

ويخشى اللاجئون من أن يصبحوا وقوداً لحملات انتخابية أو ضحايا لصراعات سياسية داخلية، في وقت لا يزال وطنهم غارقًا في حرب مدمرة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، دعت منظمات حقوقية وسياسيون إلى ضبط الخطاب السياسي، والتأكيد على أهمية التضامن الإنساني الذي شكل حجر الأساس في دعم اللاجئين سابقاً. 

ويؤكد مراقبون أن الحفاظ على وحدة المجتمعات الأوروبية في وجه الحرب لا يمر عبر التحريض على الأجانب، بل عبر تعزيز التفاهم والتكافل بين السكان والمقيمين، بعيدًا عن التحريض والكراهية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية