نجاح استخدام طحالب أسترالية لتقليل انبعاثات الميثان من الماشية

نجاح استخدام طحالب أسترالية لتقليل انبعاثات الميثان من الماشية
مزرعة في أستراليا

نجحت مزرعة بحرية قبالة سواحل تريابونا في تسمانيا الأسترالية في إنتاج طحالب حمراء من نوع "أسباراغوبسيس" دون استخدام الري أو الأسمدة، وذلك بهدف تقليل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن الحيوانات المجترة، أحد أبرز مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأكدت الأستاذة في كلية العلوم الريفية والبيئية بجامعة نيو إنغلاند، الباحثة فران كاولي، أنّ أكثر من أربعين دراسة علمية أثبتت فاعلية هذه الطحالب في تقليص انبعاثات الميثان عند إضافتها إلى أعلاف الماشية. 

وبيّنت أنّ "الأسباراغوبسيس" قادرة على تقليل 95% من انبعاثات الميثان في المختبر، بفضل احتوائها على مادة "البروموفورم" التي تؤثر في عملية الهضم عبر خفض الغازات الناتجة عن التجشؤ وانتفاخ البطن.

تجارب ميدانية واعدة

قادت كاولي أطول تجربة ميدانية استمرت 200 يوم في حظائر التسمين بولاية كوينزلاند، حيث أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 50% في انبعاثات الميثان مقارنة بقطعان لم تحصل على المكمل الغذائي. 

وتُعد هذه النتائج تحسّنًا ملحوظًا مقارنة بتجارب سابقة، مثل تجربة القطيع الياباني التي سجّلت انخفاضًا بنسبة 28% فقط.

في شرق تسمانيا، يدير سام إلسوم، الرئيس التنفيذي لشركة "سي فورست"، مزرعة بحرية لإنتاج مكملات غذائية من الطحالب على شكل حبيبات وزيوت. 

ودخل القطاع بعد خمسة عشر عامًا من العمل في صناعة النسيج، ساعيًا لتطوير زراعة مستدامة دون تحميل المزارعين أو المستهلكين تكاليف إضافية.

تُنتج الطحالب في البحر وفي أحواض خاصة مزودة بمياه بحرية يتم فيها التحكم بالإضاءة والعناصر الغذائية والكربون. 

وتعاونت "سي فورست" مع عدة شركات أسترالية مثل "أشغروف" لمنتجات الألبان وسلسلة مطاعم "غريلد"، ووقّعت اتفاقًا مع سلسلة السوبرماركت البريطانية "موريسونز"، وتسعى حاليًا للحصول على ترخيص من هيئة سلامة الأغذية الأوروبية لتوسيع انتشار منتجاتها.

عقبات تنظيمية وتحديات مستقبلية

رغم الفوائد البيئية المؤكدة، تشير كاولي إلى عدم وجود حوافز قانونية تُجبر منتجي الثروة الحيوانية، خاصة في أستراليا، على تقليل انبعاثاتهم، كما أن كلفة إنتاج الطحالب لا تزال مرتفعة، ما يُعقّد من إمكانية تعميم استخدامها، خصوصًا في مزارع الماشية التي تُربّى في الهواء الطلق وتعتمد على الأعشاب الطبيعية.

ورغم هذه التحديات، أعربت كاولي عن تفاؤلها بمستقبل هذا المجال قائلة: "شهدنا خلال عشر سنوات تقدمًا مذهلًا، وأتوقع ظهور منتجات جديدة في غضون عامين إلى خمسة أعوام". 

وأضافت أن الجهود العلمية تتجه نحو تطوير مكملات غذائية يمكن دمجها بسهولة في أنظمة تربية الماشية المفتوحة.

وفي ظل تزايد القلق من التغير المناخي، قد تشكّل هذه الطحالب حلاً بيئيًا واعدًا يربط بين الزراعة المستدامة وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، في انتظار أن تتحسن الجدوى الاقتصادية والتشريعية لتطبيقها على نطاق أوسع.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية