"الغارديان": رسوم ترامب الجمركية تدفع أغلب الشركات الأمريكية نحو رفع الأسعار

أجبر التصعيد الجمركي الأخير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشركات الأمريكية على الاستعداد لمرحلة من الغلاء، وسط تحذيرات من تراجع الصادرات وتفاقم التضخم.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أغلبية الشركات الأمريكية قالت إنها لا تملك خيارًا سوى تمرير جزء من التكلفة المتزايدة إلى المستهلكين، لافتة إلى أن استطلاعاً أجرته شركة "أليانز تريد" كشف أن 54% من الشركات الأمريكية المشاركة ستضطر إلى رفع أسعار منتجاتها، في محاولة لاستيعاب الرسوم الجمركية الجديدة.

ووفقًا للتقرير، لم تتمكن سوى 22% من الشركات من امتصاص هذه التكاليف دون تأثير مباشر على التسعير.

التوتر التجاري يقلّص ثقة المُصدرين

توقعت 42% من شركات التصدير انخفاضًا في مبيعاتها بنسبة تتراوح بين 2% و10% خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنة بأقل من 5% قبل إعلان ترامب المفاجئ عن سياسته الجمركية الجديدة في الثاني من أبريل، فيما سُمي بـ"يوم التحرير التجاري".

ورغم تراجع ترامب عن بعض الرسوم التي طرحها سابقًا، بقيت تعريفة 10% على جميع الواردات الأمريكية، و30% على الواردات من الصين، سارية المفعول، بالإضافة إلى رسوم إضافية على صناعات مثل المعادن وقطع غيار السيارات.

دافع ترامب عن سياساته مؤكدًا أنها "ستجعل أمريكا ثرية للغاية مجددًا"، لكن توقعات المستهلكين للتضخم ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1981، بحسب جامعة ميشيغان.

الشركات تلجأ إلى التخزين

قامت قرابة 80% من الشركات الأمريكية بتخزين الشحنات الواردة من الصين قبل فرض الرسوم، بينما بادرت 25% من الشركات إلى ذلك قبيل انتخابات نوفمبر 2024، تجنبًا لأي مفاجآت جديدة في السياسات التجارية.

وأظهرت بيانات شهر أبريل أن الأسعار لم تشهد ارتفاعًا كبيرًا بعد، لكن الاقتصاديين يؤكدون أن تأثير الرسوم سيبدأ في الظهور التدريجي خلال الصيف، حيث بدأت الشركات بالفعل بالإفصاح عن نيتها نقل الكلفة إلى المستهلكين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "وول مارت" دوغ ماكميليون: "حتى مع التخفيضات الأخيرة، لا يمكننا تحمّل كامل الرسوم. الأسعار سترتفع".

وفي الاتجاه نفسه، أكدت شركة "ماتيل" للألعاب أنها ستزيد أسعار منتجاتها وستواصل تصنيعها في الخارج لتقليل التكاليف، وفقًا لما أكده رئيسها التنفيذي ينون كريز.

الشركات تتوقع تأثيرًا سلبيًا

أفادت 60% من الشركات في التقرير بأن الرسوم سيكون لها أثر سلبي على أعمالها، في حين انخفضت نسبة الشركات المتفائلة بتحقيق نمو في الصادرات هذا العام إلى أقل من 50%، بعد أن كانت 80% في بداية 2024.

وحذّرت الخبيرة الاقتصادية في "أليانز تريد"، ماكسين دارميت، من أن "معظم الشركات ستبدأ بتمرير كلفة الرسوم إلى المستهلكين مع دخول الصيف".

فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب تعريفات جمركية جديدة ضمن سياسة "أمريكا أولًا" التجارية التي تستهدف تقليل العجز التجاري مع الصين وحماية الصناعة المحلية، ورغم انسحاب ترامب من السلطة، إلا أن التأثيرات المتبقية لسياسته الجمركية لا تزال تؤثر على السوق الأمريكي، في ظل صراع طويل الأمد بين واشنطن وبكين بشأن التجارة والتكنولوجيا والاستثمار، وأدى ذلك إلى اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية وقلق واسع في أوساط الأعمال، خصوصًا مع استمرار تقلب المواقف السياسية تجاه التجارة العالمية.