"فايننشيال تايمز": إلغاء الدعم الأخضر يهدد مستقبل الطاقة النظيفة في أمريكا

"فايننشيال تايمز": إلغاء الدعم الأخضر يهدد مستقبل الطاقة النظيفة في أمريكا
تركيب لوحات الطاقة الشمسية - أرشيف

حذّر كبير مستشاري بايدن السابقين للمناخ والطاقة، جون بوديستا، من أن إلغاء الاعتمادات الضريبية للطاقة الخضراء في الولايات المتحدة سيؤدي إلى تضرر الوظائف والمشاريع في الولايات ذات الأغلبية الجمهورية، إضافة إلى رفع الأسعار على المستهلكين.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز"، اليوم السبت، اعتبر بوديستا، الذي كان مهندس خطة الاعتمادات والحوافز الخضراء لعام 2022، أن هذه الخطوة تهدي النصر للصين في المنافسة على التقنيات النظيفة.

وأقرّ مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون ميزانية شامل، شمل إنهاء الاعتمادات الضريبية للطاقة النظيفة قبل الموعد المقرر، أكد بوديستا أن هذا القرار يُقوّض ركيزة أساسية من برنامج بايدن الذي أطلق لتحفيز التحول نحو الطاقة النظيفة.

وأوضح بوديستا أن إدارة ترامب انسحبت عمليًا من هدف جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للتكنولوجيا النظيفة والتصنيع، رغم الاستثمارات القياسية التي شهدها القطاع أخيراً، ولفت إلى أن مزيجًا من الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف الاقتراض ثم إلغاء قانون خفض التضخم، ألقى بظلال قاتمة على هذه الاستثمارات.

جادل بوديستا أن قانون خفض التضخم ساعد في دفع الاستثمار إلى عدة ولايات جمهورية مثل جورجيا وميشيغان، مع استثمارات بقيمة 862 مليار دولار في الطاقة النظيفة منذ إقرار القانون، لكنه حذّر من أن إلغاء الدعم هذا يهدد استمرارية المشاريع ويزيد حالة عدم اليقين بين الشركات، خصوصًا في ظل التعريفات الجمركية المفروضة.

تراجعت أسهم شركات الطاقة النظيفة بشكل حاد بعد إقرار مشروع قانون الإنفاق الجديد، الذي يضم ضربات أكبر بكثير لحوافز الطاقة النظيفة مقارنة بالمسودة السابقة، وأشار بوديستا إلى أن مجلس الشيوخ قد يُجري تعديلات لتخفيف بعض الأحكام، لكنه اعتبر أن التأثير السلبي الكبير قد وقع بالفعل.

قال بوديستا: "العديد من النواب الذين صوتوا لمصلحة هذا القانون سيواجهون صعوبة في شرح ذلك لمنتخبيهم، خاصة أنهم صوتوا عمليًا ضد الوظائف، ورفعوا الأسعار بسبب إلغاء دعم الطاقة النظيفة".

المنافسة مع الصين

اعتبر بوديستا أن فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة ترامب وتقليص الدعم للطاقة النظيفة أدى إلى "تقديم نصر" للصين، التي تسعى للهيمنة على صناعات التكنولوجيا الخضراء، وأكد وجود توافق بين الحزبين في الولايات المتحدة وأوروبا على ضرورة مواجهة الهيمنة الصينية في هذا المجال.

أضاف بوديستا: "يوجد بُعد أمني واقتصادي في السماح للصين بالسيطرة على هذه الصناعات الحيوية، والآن يبدو أننا استسلمنا تمامًا".

سلطت الرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ  (COP30)، آنا توني، الضوء على الدور المحوري للصين في التحول العالمي للطاقة.

وأوضحت في حديثها خلال مؤتمر فاينانشال تايمز لايف حول المناخ أن الصين تعد لاعبًا بالغ الأهمية، وقد أبرمت العديد من الدول النامية معها اتفاقيات تجارية فعالة.

أكدت توني أن الصين أظهرت التزامًا قويًا بالتحول إلى الطاقة النظيفة رغم التحديات الجيوسياسية، معززة بذلك جهودها الداخلية ومساندة دولًا نامية أخرى لتحقيق أهداف الاستدامة.

إعادة تشكيل نظام الطاقة

على الرغم من استمرار اعتماد الصين على الفحم لتلبية احتياجاتها، إلا أنها أعادت تشكيل نظام الطاقة لديها عبر السنوات الماضية من خلال نشر مصادر متجددة وكهربة قطاعات واسعة مثل النقل والتخزين والسكك الحديد، وتمتلك الصين نفوذًا كبيرًا في أسواق الموارد الحيوية للابتكارات التكنولوجية المستقبلية.

توضح هذه التطورات مدى التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في الحفاظ على موقعها القيادي في التكنولوجيا الخضراء، وسط سياسات داخلية تقلص الدعم وتمكن المنافسين العالميين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية