"الدولية للهجرة": 6 مهاجرين بينهم أطفال يفقدون حياتهم قبالة جزر القمر
"الدولية للهجرة": 6 مهاجرين بينهم أطفال يفقدون حياتهم قبالة جزر القمر
لقي ستة مهاجرين على الأقل حتفهم، ولا يزال عدد آخر في عداد المفقودين، إثر انقلاب قاربين تقليديين قبالة سواحل جزر القمر، وكان القاربان –المعروفان محليًا باسم “كواساس”– يقلّان مهاجرين في طريقهم إلى جزيرة مايوت، التابعة للإدارة الفرنسية، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وذكرت المنظمة الأممية، في بيان نشره موقع "ريليف ويب"، اليوم الاثنين، أن القارب الأول أطلق نداء استغاثة بعدما واجه صعوبات في البحر، مما دفع قاربًا ثانيًا إلى الاقتراب لمحاولة إنقاذ الركاب، غير أن المحاولة تحوّلت إلى مأساة حين انقلب القاربان معًا وسط أمواج عنيفة ما أدى إلى غرق مهاجرين.
وقضى طفلان في السابعة والثامنة من عمرهما غرقًا، بينما توفيت والدتهما لاحقًا في المستشفى، رغم نجاتها الأولية، ولا يزال خمسة أشخاص في عداد المفقودين، ويُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم.
نداء إنساني
أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن هذه المأساة تجسد الخطر المتكرر الذي يواجهه المهاجرون في طريق أنجوان–مايوت، وقالت سونيا روسي، رئيسة المكتب في جزر القمر: "خلف كل رقم قصة إنسان، وعائلة سعت لحياة أفضل ودفع أفرادها أرواحهم ثمناً لذلك".
سُجّل حتى الآن 69 حالة وفاة لمهاجرين في هذا الطريق البحري منذ بداية عام 2024، ليرتفع العدد إلى 363 وفاة موثقة منذ 2015.
وتشير تقديرات سابقة إلى أن العدد الفعلي قد يصل إلى عشرة آلاف ضحية خلال العقدين الماضيين، في ظل ضعف التبليغ عن حوادث الغرق.
دعوات إلى مسارات آمنة
شدّدت المنظمة على ضرورة إنشاء مسارات هجرة قانونية وآمنة، وحذّرت من أن استمرار غياب الحلول النظامية يدفع الأطفال والنساء والرجال إلى ركوب المجهول.
وقال روجر تشارلز إيفينا، رئيس بعثة المنظمة في مدغشقر وجزر القمر: "لا يمكن إنقاذ الأرواح ومنع هذه المآسي إلا من خلال التنسيق الإقليمي، وتوثيق الحوادث، ومكافحة شبكات التهريب".
ويُعد طريق أنجوان–مايوت من أخطر ممرات الهجرة غير النظامية في غرب المحيط الهندي، ويستخدمه مهاجرون، معظمهم من جزر القمر أو إفريقيا، في محاولة للوصول إلى الأراضي الأوروبية عبر مايوت، وتجعل ظروف القوارب المتهالكة، وغياب الرقابة، وشبكات التهريب النشطة، هذا الطريق من أكثر المسارات دموية في المنطقة.
تُعد جزيرة مايوت، على الرغم من كونها أفقر قسم في فرنسا، وجهة مفضلة للمهاجرين من جزر القمر بسبب البنية التحتية والرعاية الاجتماعية الفرنسية، ويُقدر أن المهاجرين يشكلون ما يقرب من نصف سكان مايوت البالغ عددهم نحو 320 ألف نسمة، وفقًا لأحدث الإحصاءات الفرنسية لعام 2017 .