بوليتيكو: ترامب متردد بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا
بوليتيكو: ترامب متردد بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترددًا واضحًا في اتخاذ قرار نهائي بشأن فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، على خلفية التوترات المتصاعدة في الملف الأوكراني، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، اليوم الأربعاء.
أفادت الصحيفة، نقلًا عن مصادر داخل الإدارة الأمريكية، بأن ترامب لم يحسم موقفه حتى الآن، في وقت يتلقى فيه تحذيرات من مستشارين اقتصاديين وخبراء في السياسة الخارجية بأن أي تصعيد قد يلحق ضررًا مباشرًا بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، ويقوّض فرص التفاوض مع موسكو بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأشارت بوليتيكو، في تقريرها، إلى أن ترامب ما زال يدرس خيارات متعددة، من بينها التلويح بعقوبات اقتصادية جديدة تستهدف قطاعات روسية إضافية.
ونقلت عن فريد فليتز، نائب رئيس "معهد السياسات الأمريكية أولا" المرتبط بدوائر صنع القرار في إدارة ترامب، أن الرئيس قد يتجه لفرض العقوبات خلال فترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، ما لم تتحقق انفراجة دبلوماسية.
تحذيرات داخلية من التصعيد
نقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في الإدارة أن أصواتًا داخل البيت الأبيض، وبعض الشخصيات المقربة من ترامب، حذّرته من المضي قدمًا في فرض عقوبات إضافية، خشية أن تنعكس سلبًا على الشركات الأمريكية العاملة في الأسواق الروسية، أو تدفع موسكو نحو الانسحاب من أي مفاوضات محتملة.
وأوضح المسؤولون أن توازن المصالح الاقتصادية والسياسية بات معقدًا في ظل التوترات الدولية، وأن قرار العقوبات يجب أن يُدرس بعناية لتجنب تبعات غير محسوبة.
وكان ترامب قد عبّر في تصريحات سابقة عن "عدم رضاه" إزاء التحركات الروسية في أوكرانيا، مؤكدًا أنه "يفكر بجدية" في خطوات إضافية لممارسة ضغط أكبر على موسكو، لكنه لم يلتزم بعد بإطار زمني واضح لهذه الخطوات.
موسكو تتحدى العقوبات
رفضت موسكو بشكل قاطع الانتقادات الغربية واعتبرت التهديد بفرض عقوبات جديدة استمرارًا لنهج استهدافها سياسيًا واقتصاديًا منذ سنوات.
وصرّحت الخارجية الروسية في أكثر من مناسبة بأن روسيا "قادرة على امتصاص آثار العقوبات"، بل وتعزز مناعتها الاقتصادية ضدها عبر شراكات بديلة، لا سيما مع دول في آسيا وإفريقيا.
وأكدت موسكو أن سياسات العقوبات الغربية لم تؤتِ ثمارها، بل فشلت في تغيير سلوك روسيا السياسي أو العسكري، معتبرة أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بهذا الفشل.
وأضافت أن العقوبات لم تُحدث سوى مزيد من التوتر في العلاقات الدولية، دون أن تحقق أي نتائج ملموسة في الملفات الخلافية، خصوصًا الملف الأوكراني.
تصاعد الأزمة في أوكرانيا
تزامنت هذه التطورات مع استمرار حالة التوتر في أوكرانيا، حيث تتهم واشنطن وحلفاؤها موسكو بدعم الانفصاليين في الشرق، بينما تنفي روسيا أي تدخل عسكري مباشر.
وتُعد هذه الأزمة من أكثر الملفات سخونة في العلاقات الدولية، حيث أدت إلى فرض عقوبات غربية متواصلة على روسيا منذ ضمّها شبه جزيرة القرم عام 2014.
وتواصلت الضغوط على البيت الأبيض لاتخاذ موقف أكثر صرامة، وسط انقسام داخلي بين من يدعو إلى زيادة العقوبات، ومن يرى أن الحوار لا يزال ممكنًا إذا ما خُففت حدة التصعيد السياسي.