دعوات لتغيير المشهد.. كلوكنر تطالب بانتخاب امرأة لرئاسة ألمانيا
دعوات لتغيير المشهد.. كلوكنر تطالب بانتخاب امرأة لرئاسة ألمانيا
دعت رئيسة البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاغ)، يوليا كلوكنر، اليوم الثلاثاء، إلى انتخاب امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد لرئاسة الدولة الألمانية، مطالبة بكسر احتكار الرجال لهذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية عام 1949.
وشددت على أن "الوقت قد حان للعودة إلى الوضع الطبيعي"، في إشارة إلى ضرورة تحقيق المساواة حتى في أعلى منصب رسمي في البلاد، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأعربت كلوكنر، المنتمية إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية، عن دعمها للجهود الجارية داخل الائتلاف الحاكم من أجل ترشيح امرأة كخليفة للرئيس الحالي فرانك-فالتر شتاينماير، الذي تنتهي ولايته الثانية في 18 مارس 2027، ولا يمكن إعادة انتخابه بموجب الدستور.
انتقادات لهيمنة الرجال
انتقدت كلوكنر، التي تشغل ثاني أعلى منصب رسمي في الدولة الألمانية بعد منصب رئيس الجمهورية، استمرار غياب التمثيل النسائي في رئاسة الدولة، قائلة: "منذ أكثر من سبعة عقود لم تشهد البلاد انتخاب أي امرأة في هذا المنصب، وهذا الأمر يتناقض تمامًا مع مبادئ المساواة التي ننادي بها".
وأضافت أن التنوع في القيادة يعزز الرؤية الشاملة ويدفع بالمجتمع نحو مستقبل أكثر عدلاً.
ورحبت المسؤولة الألمانية المحافظة بأي توافق سياسي بين أطياف الائتلاف حول دعم مرشحة لرئاسة الجمهورية، مؤكدة أن الخطوة "طال انتظارها" وأنها تمثل "إصلاحًا تأخّر كثيرًا في أعلى سلم المناصب الدستورية".
تأييد من المعارضة
شاركت بريتا هاسلمان، زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، في هذه الدعوة، مؤكدة أن الوقت قد حان لأن تتولى امرأة أخيرًا قيادة الدولة الألمانية.
وأوضحت في تصريحات لـ"شتيرن": "لقد شهدنا عبر السنوات محاولات عديدة لترشيح نساء، لكن النتيجة كانت دومًا محسومة لصالح الرجال".
وانتقدت هاسلمان هيمنة الذكور على مفاصل القرار السياسي في ألمانيا، مشيرة إلى أن المستشار الحالي فريدريش ميرتس، رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، يقود "دائرة نفوذ مكونة بالكامل من الرجال"، وأن لجنة الائتلاف الحاكم تضم امرأة واحدة فقط من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مضيفة: "وهذا يحدث في عام 2025!".
نصف المجتمع.. غائب
دعت هاسلمان إلى النظر في قيمة التنوع النسائي في القيادة، معتبرة أن "حيثما تغيب المرأة، تغيب رؤيتها للأمور"، مشيرة إلى أن النساء يشكلن أكثر من نصف المجتمع الألماني، ومع ذلك لم تحظَ أي امرأة بفرصة تمثيل هذا النصف في أعلى منصب رمزي في البلاد.
وأكدت قائلة: "ليس من المقبول أن تظل الرئاسة حكرًا على الرجال، بينما تُقصى النساء رغم مؤهلاتهن وخبراتهن". وطالبت الكتل السياسية المختلفة بالالتزام بأجندة أكثر عدلاً، تعكس تطلعات المجتمع الألماني لقيم الشراكة والمساواة الفعلية.
تستعد ألمانيا بعد أقل من عامين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث تنتهي الولاية الثانية لفرانك-فالتر شتاينماير في 18 مارس 2027، وهي الولاية الأخيرة له بحسب القانون الألماني.
ويُنتخب الرئيس الاتحادي في ألمانيا من قبل الجمعية الفيدرالية (Bundesversammlung)، التي تضم أعضاء البرلمان الاتحادي وممثلين عن برلمانات الولايات.
ومع بدء العد التنازلي لهذه المحطة الدستورية، يُتوقع أن تشهد الساحة السياسية نقاشات مكثفة حول هوية المرشح المقبل، في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بكسر احتكار الذكور لهذا المنصب، بما يعكس التغيرات المجتمعية والثقافية التي طرأت على البلاد خلال العقود الأخيرة.