انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمناخ والبيئة بمقر جامعة الدول العربية
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمناخ والبيئة بمقر جامعة الدول العربية
انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات اليوم الأول من النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي للمناخ والبيئة، والذي يُعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، تحت رعاية جامعة الدول العربية ورئاسة مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، وبالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة الذي يُصادف 5 يونيو من كل عام.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لرفع الوعي البيئي في العالم العربي، وتسليط الضوء على المبادرات التنموية المستدامة، خاصة في ظل تصاعد التحديات المناخية والبيئية.
ويشهد اليوم الأول حلقة نقاشية رفيعة المستوى بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء بيئيين لمناقشة الاستراتيجيات الإقليمية والوطنية في مواجهة آثار تغير المناخ، إلى جانب تكريم عدد من المبادرات البيئية الرائدة في المنطقة.
جلسات نوعية وقضايا محورية
وتُعقد جلسات المؤتمر على مدار يومين، وتتناول موضوعات حيوية مثل: إدارة الموارد المائية، والحد من التلوث البلاستيكي، وبناء المدن المستدامة، وذلك في إطار دعم مسارات التنمية الخضراء وتطوير الحلول البيئية القائمة على الابتكار والتكنولوجيا.
من جهته، قال الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية، إن المنطقة العربية تواجه تحديات بيئية غير مسبوقة، تتطلب تنسيقًا مكثفًا وجهودًا جماعية، محذرًا من أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى خسائر تصل إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول العربية بحلول 2050.
وأشار إلى أن أكثر من 60 مليون مواطن عربي يعانون من نقص حاد في المياه، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة بمعدل يراوح بين 2.5 و5 درجات مئوية بنهاية القرن الحالي.
وأوضح أن المدن العربية بدأت بالفعل في مواجهة آثار تغير المناخ، مستشهدًا بما شهدته مدينة الإسكندرية أخيرًا من أمطار غزيرة وفيضانات غير معتادة في هذا التوقيت.
إنجازات عربية وتعاون إقليمي
واستعرض فتح الله النجاحات العربية في المحافل الدولية، مثل إطلاق صندوق الخسائر والأضرار خلال قمة المناخ بدولة الإمارات، ومشاركة الدول العربية في الجرد العالمي لاتفاقية باريس للمناخ، إلى جانب المبادرات الإقليمية مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر".
كما أشار إلى أن الأمانة العامة شكّلت في 2024 فريقًا عربيًا للتفاوض حول التلوث البلاستيكي، تماشيًا مع شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام: "إنهاء التلوث البلاستيكي عالميًا".
نحو بيئة مستدامة
وأكد المشاركون أن مسيرة العمل البيئي العربي تتطلب استثمارًا في المعرفة والابتكار والتكنولوجيا الخضراء، والتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لضمان بناء مستقبل بيئي مستدام للأجيال القادمة.
يُعقد المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة في نسخته الثالثة تحت رعاية جامعة الدول العربية ورئاسة مجلس الوزراء المصري، ويأتي هذا العام بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة الموافق 5 يونيو، وسط تزايد المخاوف العالمية من تفاقم تداعيات التغير المناخي.
يمثل المؤتمر منصة إقليمية رفيعة المستوى تجمع صانعي السياسات، والخبراء، والجهات المعنية من مختلف الدول العربية، بهدف تنسيق الجهود البيئية وتعزيز العمل المناخي المشترك في مواجهة التحديات المتصاعدة.
وتشهد المنطقة العربية ظواهر مناخية متطرفة متزايدة مثل الجفاف، الفيضانات، وموجات الحرارة، ما يهدد الأمن المائي والغذائي والاقتصادي. ووفق تقديرات الإسكوا، قد تفقد بعض الدول العربية ما يصل إلى 14% من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 بسبب آثار تغير المناخ.
أمام هذه المعطيات، يكتسب المؤتمر أهمية متزايدة، كونه يسعى إلى تعزيز التكيف المناخي، ودعم الحلول المستدامة، وتوحيد المواقف العربية في المحافل الدولية، إضافة إلى تسليط الضوء على مبادرات رائدة مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" وتوسيع الاستثمار في الطاقة النظيفة.