جامعة الدول العربية تدعو لدعم إعادة الإعمار في غزة وسوريا
جامعة الدول العربية تدعو لدعم إعادة الإعمار في غزة وسوريا
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك إلى تقديم الدعم للدول التي أنهكتها الحروب والنزاعات، وعلى رأسها فلسطين وسوريا، مؤكدًا ضرورة تعزيز مشاريع إعادة الإعمار وتوفير الإمكانيات الممكنة لهذه الدول وغيرها من الدول العربية المتضررة.
وقال أبو الغيط، خلال كلمته في افتتاح الدورة 57 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، اليوم الأربعاء في تونس، إنه وجّه بوضع قضية دعم الدول بعد النزاعات على رأس جدول أعمال الاجتماعات، مشدداً على أن فلسطين لا تزال تواجه أخطر تهديد في تاريخها، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يباشر "حرب إبادة" ضد الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي مخزٍ، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى محو الفلسطينيين من الجغرافيا والتاريخ استناداً إلى أوهام توراتية ونزعات عنصرية.
وشدّد أبو الغيط على أن الوجود الفلسطيني على الأرض هو السبيل الأول للنضال، داعياً إلى تعزيز هذا الوجود في مواجهة وحشية غير مسبوقة في العصر الحديث، ورافضاً بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الوقت قد حان لوقف المجازر والبدء فوراً في جهود الإعمار والتعافي، وفقاً لحل الدولتين الذي يحظى بقبول فلسطيني وعربي ودولي.
خطط استجابة عربية
وأشار إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي كان قد تبنى خطة استجابة طارئة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على فلسطين، وتبعتها قرارات داعمة في اللجنة التنسيقية السابقة وقمة البحرين في مايو 2024 التي اعتمدت الخطة رسمياً.
وأشاد بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والمنظمات العربية لتقديم الإغاثة والمساعدات المختلفة إلى قطاع غزة، مثمناً التضامن العربي في ظل أزمات إقليمية ودولية معقدة تشمل السودان، والصومال، ولبنان، وسوريا، وليبيا.
وأوضح أمين عام جامعة الدول العربية أنه حرص في السنوات الأخيرة على طرح أهمية استيعاب تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في خدمة التنمية المستدامة، لا سيما في ظل التحولات الرقمية والتقدم التكنولوجي المتسارع، مشيراً إلى أنه أطلق مبادرة لعقد دائرة حوار عربية حول الاتجاهات الحديثة وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، والتي انعقدت بالفعل بمشاركة عربية واسعة.
وأكد نجاح هذه المبادرة في خلق منبر تفاعلي للخبراء العرب والدوليين، داعياً إلى استمرار الحوار والتعاون بين الدول العربية لتعزيز الأمن الرقمي، وحماية الهوية الثقافية، والاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا في قطاعات التعليم، الاقتصاد، الأمن، والصحة.
ولفت إلى أن مواجهة التحديات التكنولوجية تقتضي تغييرات مؤسسية وتنظيمية وتعزيز البنية العلمية، مؤكداً أهمية مواصلة تنفيذ المبادرات والمشروعات المتفق عليها سابقًا ضمن خطة العمل العربي المشترك، ومشدداً على أهمية الحوار الصريح والبنّاء خلال اجتماعات اللجنة الحالية.
دور المنظمة العربية للتربية والثقافة
وأعرب أبو الغيط عن سعادته بانعقاد الدورة الحالية في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، موجهاً شكره إلى الدكتور محمد ولد أعمر وكل العاملين بالمنظمة على استضافتهم وحرصهم على دعم أنشطة الجامعة العربية، كما تقدم بالشكر إلى الجمهورية التونسية على تسهيل عمل المنظمة.
وأشار إلى أن المنظمة، التي تأسست عام 1964 وبدأت أعمالها في 1970، أثبتت مكانتها كإحدى أهم منظمات العمل العربي المشترك، وأسهمت بفاعلية في دعم نظم التربية والتعليم والبحث العلمي، في سبيل بناء مجتمع المعرفة في العالم العربي.
تواجه جهود إعادة الإعمار في كل من قطاع غزة وسوريا تحديات هائلة نتيجة سنوات طويلة من الصراعات والدمار الواسع في البنية التحتية. ففي غزة، تعرقلت محاولات إعادة الإعمار بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007، والتصعيدات العسكرية المتكررة، وكان آخرها الحرب المدمرة منذ أكتوبر 2023، والتي خلفت دمارًا غير مسبوق في المنازل والمستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من السكان.
أما في سوريا فقد أدى الصراع المستمر منذ عام 2011 إلى تدمير مناطق واسعة من المدن والبلدات، وتراجع الخدمات الأساسية، ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا، وعلى الرغم من عودة بعض الاستقرار في مناطق معينة، فإن جهود إعادة الإعمار تعوقها العقوبات الدولية، وضعف التمويل، والانقسامات السياسية، ما يجعل إعادة بناء البلاد عملية معقدة وطويلة الأمد.
وفي كلتا الحالتين، تطالب الدول والمنظمات الإقليمية والدولية بتوفير دعم إنساني عاجل، وخطط شاملة لإعادة الإعمار، تراعي العدالة والشفافية، وتضع احتياجات المدنيين في المقام الأول.