معارض إسرائيلي يدعو لإنهاء حرب غزة ويتهم الحكومة بتهديد الديمقراطية

معارض إسرائيلي يدعو لإنهاء حرب غزة ويتهم الحكومة بتهديد الديمقراطية
مظاهرات في تل أبيب - أرشيف

طالب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض، اليساري يائير غولان، اليوم الاثنين، بوقف الحرب على غزة "بأسرع وقت ممكن"، معتبرًا أن حكومة بنيامين نتانياهو لم تعد تمثّل غالبية الإسرائيليين، وأن استمرارها يشكل خطرًا مباشرًا على مستقبل الديمقراطية في إسرائيل.

وأعلن غولان، في تصريحات للصحفيين، أن "حكومة إسرائيل اليوم لا تمثل الغالبية العظمى من الإسرائيليين"، في إشارة إلى تآكل القاعدة الشعبية لحكومة نتانياهو، خاصة بعد مرور أكثر من 20 شهرًا على اندلاع الحرب إثر هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وتزايد الانتقادات الداخلية لطول أمد العمليات العسكرية والجمود السياسي بشأن قضية الرهائن، وفق وكالة "فرانس برس".

وأشار غولان إلى أن "الغالبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد إنهاء الحرب فورًا، وإتمام صفقة تبادل شاملة تضمن الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس"، معتبرًا أن ذلك من شأنه أن "يفتح الباب لبناء بديل سياسي لحماس داخل قطاع غزة".

تهديد للديمقراطية الإسرائيلية

اتهم غولان، المعروف بانتقاداته الشديدة للتيار اليميني، الحكومة الحالية بأنها "تمثل فصيلاً قوميًا متطرفًا وصغيرًا في المجتمع الإسرائيلي"، مضيفًا: "نحن نمثل من يسعون لإنقاذ الديمقراطية من مستقبل فاسد ومن رؤية دينية متطرفة تهدد أسس الدولة".

وشدد على أن "الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا تزال تؤمن بدولة ديمقراطية، متساوية، وحرة، تكون وطنًا للشعب اليهودي ولكن من دون المساس بحقوق الآخرين أو فرض رؤى أيديولوجية ضيقة".

وعبّر غولان عن ثقته بإمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غضون أيام، في حال توفرت إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الحرب. 

وقال: "وقف الحرب وتحرير الرهائن أمران مرتبطان بشكل وثيق، ويجب أن يكونا أولوية وطنية قبل أي اعتبارات سياسية أو عقائدية".

وأضاف أن مواصلة الحرب باتت تشكل عبئًا على الجيش والمجتمع، وتعوق فرص التوصل لحلول سياسية طويلة الأمد في غزة.

تصاعد الغضب الشعبي

تطرّق غولان إلى الخلاف المتصاعد داخل الحكومة حول موضوع تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم)، وقال إن "معظم الإسرائيليين يدعمون فرض التجنيد الإجباري على الجميع، بما في ذلك الحريديم"، وهو الموضوع الذي يهدد بانفجار داخل الائتلاف الحكومي في حال لم يتم التوصل إلى صيغة توافقية هذا الأسبوع.

وتحاول بعض الكتل البرلمانية المعارضة، وفق ما أفاد به غولان، استغلال هذا الانقسام الحاد في الجلسة العامة للكنيست الأربعاء، من خلال تقديم مشروع قانون لحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، وسط حالة غضب شعبي متزايدة تجاه أداء الحكومة.

وكان غولان قد تعرّض لهجوم من قبل التيارات اليمينية وبعض وسائل الإعلام بسبب تصريح سابق وصف فيه أن "الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال كهواية"، وهو ما اعتبره خصومه تشويهًا لصورة الجيش الإسرائيلي.

غير أن غولان رفض التراجع عن موقفه، مشيرًا إلى أن تصريحاته تعكس شعورًا عميقًا بالمسؤولية الأخلاقية، وأن "انتقاد السلوك العسكري لا يعني التخلي عن الانتماء الوطني، بل هو محاولة لإنقاذ ما تبقى من صورة إسرائيل أمام العالم".

المعارضة تسعى لانتخابات مبكرة

تسعى عدة أحزاب معارضة، من بينها حزب "الديمقراطيين" الذي يرأسه غولان، إلى دفع الكنيست للتصويت هذا الأسبوع على حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، في محاولة لاستثمار الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم خاصة بشأن التجنيد وتداعيات الحرب.

وختم غولان حديثه بالتأكيد على أن "الغالبية العظمى من الإسرائيليين تطالب بإجراء انتخابات عامة في أسرع وقت ممكن"، وأن "الطريق إلى استعادة الاستقرار يبدأ بإنهاء الحرب وتشكيل حكومة جديدة تعبّر عن تطلعات الجمهور".

يُذكر أن حزب "الديمقراطيين"، الذي يمثل يسار الوسط، يشغل أربعة مقاعد فقط من أصل 120 في الكنيست، لكنه يسعى إلى توسيع تأثيره من خلال التحالف مع كتل معارضة أخرى في ظل الانقسام السياسي المتصاعد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية