"نيويورك تايمز": ولاية ألاسكا تتلقى أول تحذير رسمي في تاريخها من موجة حر

أصدر مكتب الأرصاد الجوية الوطني في ولاية ألاسكا يوم الجمعة، أول تحذير رسمي في تاريخه من ارتفاع درجات الحرارة، في خطوة تُعد سابقة من نوعها في هذه الولاية المعروفة بمناخها البارد والمليء بالأنهار الجليدية والمضايق.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، اعتمدت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية هذا الشهر آلية جديدة لإبلاغ السكان عن الظواهر المناخية الحارة، واستبدلت ما كان يُعرف سابقًا بـ"البيانات الجوية الخاصة" بتحذير رسمي يُسمى "تحذير من الحرارة"، بهدف إيصال الرسالة بشكل أوضح وأكثر تحديدًا.

وتوقعت هيئة الأرصاد أن تسجل مدينة فيربانكس، الواقعة في وسط ألاسكا، درجة حرارة تصل إلى 85 درجة فهرنهايت (ما يعادل نحو 29 درجة مئوية) يوم الأحد، مع استمرار الأجواء الحارة يومي الاثنين والثلاثاء، وهي مستويات تُعد مرتفعة مقارنة بالمعدل المعتاد لشهر يونيو، والذي لا يتجاوز عادةً 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية).

وأوضحت خبيرة الأرصاد الجوية في مكتب فيربانكس، سيارا سانتياغو، أن تأثير هذه الموجة الحارة يُضاعف بسبب افتقار معظم منازل ومباني ألاسكا إلى أنظمة تكييف الهواء، الأمر الذي يجعل درجات الحرارة المرتفعة عبئًا فعليًا على السكان.

درجة الحرارة المتوقعة

وأكدت سانتياغو أن درجة الحرارة المتوقعة ليست الأعلى في تاريخ المنطقة، حيث بلغت درجة الحرارة في نفس التاريخ عام 1969 نحو 96 درجة فهرنهايت (نحو 36 درجة مئوية)، لكنها تبقى غير معتادة في السياق المناخي الحالي، ولا سيما أن فيربانكس لم تصل هذا العام إلى 70 درجة فهرنهايت حتى يوم الأربعاء الماضي فقط.

وأطلق مكتب الأرصاد الجوية في فيربانكس أيضًا تحذيرًا من خطر الفيضانات في منطقة المنحدر الشمالي، والذي يمتد من يوم الجمعة حتى الثلاثاء المقبل، بسبب الذوبان السريع للثلوج، وما قد يتسبب به من اختناقات جليدية في الأنهار.

تهديد للبنية التحتية

نبهت سانتياغو إلى أن هذه الاختناقات قد تُحدث ارتفاعًا حادًا ومفاجئًا في منسوب المياه، ما يُهدد الطرق والمرافق العامة القريبة من المجاري المائية، ويُعرض بعض التجمعات السكانية لمخاطر بيئية مباشرة.

وأكدت في ختام تصريحها أن هذا التحول السريع من طقس بارد غير معتاد في الربيع إلى موجة حارة مفاجئة يُبرز التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها ألاسكا.

وقالت: "رأينا فارقًا واضحًا في نمط الطقس خلال الأسبوعين الماضيين، وكان من الضروري أن نحذر السكان من هذه التقلبات الحادة وغير المألوفة".