خبير صيني يحذر من خطر تسرب إشعاعي محتمل في الشرق الأوسط

بسبب تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران

خبير صيني يحذر من خطر تسرب إشعاعي محتمل في الشرق الأوسط
خبير صيني يحذر من خطر تسرب إشعاعي

حذّر خبير صيني من خطر تسرب إشعاعي محتمل في الشرق الأوسط، على خلفية تبادل الضربات العسكرية الواسعة بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن استهداف المنشآت النووية قد يتسبب بكارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة في المنطقة.

أكّد البروفيسور تشنغ أنجوانغ، نائب مدير معهد دراسات العلاقات الدولية في جامعة نانجينغ الصينية، أن الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد مواقع البرنامج النووي الإيراني، تحمل تهديدًا مباشرًا للأمن النووي في الشرق الأوسط، وخاصة بعد استهداف منشأة نطنز الحيوية، وفق وكالة "نوفوستي".

وأوضح أن التركيز الإسرائيلي خلال العملية العسكرية كان منصبًا على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم، في محاولة لـ"تحييد القدرات العلمية النووية لطهران"، على حد تعبيره.

وشدّد أنجوانغ على أن قصف منشآت من هذا النوع "يحتمل أن يؤدي إلى تسرب مواد مشعة"، ما قد يهدد صحة السكان المحليين والبيئة المحيطة لعقود.

استهداف المنشآت الإسرائيلية

كشف البروفيسور الصيني أن الرد الإيراني الذي جاء تحت عنوان "الوعد الصادق 3"، تضمن استهداف منشآت عسكرية إسرائيلية يشتبه بارتباطها ببرنامجها النووي، ما يزيد من الأخطار المتبادلة بشأن حدوث أي اختراق أو كارثة إشعاعية.

وأضاف أن الهجمات الإيرانية الانتقامية فتحت الباب أمام إمكانية تعرض منشآت إسرائيلية مماثلة للخطر، مؤكدًا أن هذا التبادل العسكري لا يهدد فقط الجانبين المتصارعين، بل يمتد أثره إلى "أمن المنطقة بأكملها".

وأوضح أنجوانغ: "في ظل عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، وتفوّق إسرائيل العسكري والتقني، فإن احتمال انزلاق الأمور نحو استخدام نووي مباشر يظل محدودًا، لكنه يبقى احتمالًا يجب عدم الاستهانة به في ظل تصاعد التوترات".

عملية "الأسد الصاعد"

أطلق الجيش الإسرائيلي، في الساعات الأولى من ليلة 13 يونيو، عملية عسكرية واسعة أطلق عليها "الأسد الصاعد"، حيث شنت طائراته الحربية موجات متتالية من الضربات الجوية استهدفت منشآت حيوية ومراكز أبحاث عسكرية إيرانية في مناطق متعددة، بينها العاصمة طهران.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، إلى جانب تدمير أجزاء من منشأة نطنز النووية التي تعد من أبرز رموز البرنامج النووي الإيراني.

وتقع المنشأة، وفق المصادر، في منطقة جبلية شمال غربي البلاد، وكانت تضم مفاعلات ومختبرات تخصيب عالية الحساسية، ما يرفع المخاوف من احتمال تلوث إشعاعي في حال حدوث ضرر للبنية الأساسية للموقع.

إيران ترد بـ"الوعد الصادق 3"

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق عملية "الوعد الصادق 3"، ردًا على الهجوم الإسرائيلي، حيث استهدفت قواته عشرات القواعد والمواقع العسكرية داخل إسرائيل، بما في ذلك مراكز يشتبه في ارتباطها بالمنشآت النووية.

وأعلنت طهران أنها تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن سيادتها، متوعدة بمزيد من الردود "إذا استمرت إسرائيل في التصعيد"، محذّرة في الوقت ذاته من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يشكل خرقًا سافرًا للمواثيق الدولية، خصوصًا اتفاقية الأمان النووي.

وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق، طالب مراقبون وخبراء أمنيون بأن يُسارع المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل احتواء خطر الانزلاق إلى صراع نووي شامل، وذلك عبر آليات دبلوماسية ووساطة نزع فتيل الأزمة.

ودعا أنجوانغ، في ختام تصريحه، إلى إرسال فرق دولية مستقلة لتقييم الأضرار في المنشآت النووية التي تعرضت للهجمات، محذرًا من أن أي تسرب إشعاعي "لن يعترف بالحدود الجغرافية"، وقد يعيد للأذهان كوارث بيئية مثل تشيرنوبل وفوكوشيما، لكن هذه المرة في قلب الشرق الأوسط.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية