منظمة حقوقية توثق مقتل 585 شخصاً وتحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية في إيران
منظمة حقوقية توثق مقتل 585 شخصاً وتحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية في إيران
شنت القوات الجوية الإسرائيلية، فجر الأربعاء، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، في تطور جديد ضمن التصعيد العسكري المستمر منذ ستة أيام، والذي خلّف حتى الآن مئات القتلى وآلاف الجرحى في أنحاء البلاد، وفق ما أفادت به مصادر حقوقية.
وقالت منظمة "نشطاء حقوق الإنسان"، ومقرها واشنطن، إنها وثّقت مقتل 585 شخصاً وإصابة 1326 آخرين منذ بدء الضربات، مشيرة إلى أنها تمكنت من تحديد هوية 239 مدنياً و126 من عناصر الأمن بين الضحايا وفق وكالة "أسوشيتدبرس".
وأضافت المنظمة، المعروفة بتوثيقها أحداثاً مفصلّة خلال الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني عام 2022، أن بياناتها تستند إلى تقاطع تقارير ميدانية محلية وشبكة من المصادر داخل إيران.
غياب الشفافية الرسمية
ولم تُصدر الحكومة الإيرانية تحديثاً رسمياً جديداً منذ يوم الاثنين، عندما أعلنت مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277، ويثير هذا التباين في الأرقام مخاوف حقوقيين من تكتم حكومي على حجم الخسائر، وسط انقطاع متكرر للإنترنت، وقيود مشددة على وسائل الإعلام.
نزوح داخل العاصمة
وشهدت العاصمة طهران حالة من الذعر الجماعي، صباح الأربعاء، مع تدفق أعداد كبيرة من السكان إلى خارج المدينة، في ظل استمرار القصف والانفجارات، وتصاعد المخاوف من استهداف منشآت حيوية أو مراكز سكنية مدنية.
إسرائيل: "نمنع قنبلة نووية"
من جهتها، تقول إسرائيل إن حملتها الجوية ضرورية لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، وهي تبرّر التصعيد العسكري بـ"فشل المحادثات الدبلوماسية" التي كانت تُجرى بين طهران وواشنطن في الأسابيع الأخيرة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مهلة 60 يوماً التي منحها لإيران من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي قد انتهت دون نتائج، وهو ما مهّد، حسب قوله، لانطلاق الضربات الإسرائيلية "بتنسيق غير مباشر".
مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين، تحذر منظمات دولية ومراقبون من أن المنطقة تقف على عتبة كارثة إنسانية موسعة، خصوصاً إذا استمرت الهجمات، أو دخلت أطراف إقليمية أخرى في دائرة الصراع العسكري المتصاعد.