"فايننشال تايمز".. البنوك الأمريكية تخصص ثلث التمويل العالمي للوقود الأحفوري

"فايننشال تايمز".. البنوك الأمريكية تخصص ثلث التمويل العالمي للوقود الأحفوري

كشف تقرير سنوي صادر عن تحالف من المنظمات المناخية أن البنوك الكبرى حول العالم زادت تمويلها للفحم والنفط والغاز بأكثر من الخُمس في عام 2024، ليبلغ إجمالي التمويل 869.4 مليار دولار، مقارنة بـ706.9 مليار دولار في 2023، وفقًا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، اليوم الأربعاء.

أفاد التقرير، الصادر عن تحالف تنسقه شبكة "العمل من أجل الغابات المطيرة"، بأن 65 بنكًا عالميًا من بين الأكبر من حيث الأصول قدموا تمويلًا إضافيًا بقيمة 162 مليار دولار لأجل الوقود الأحفوري، استنادًا إلى بيانات الإقراض والاكتتاب لأكثر من 2800 شركة.

وسجل هذا العام أول ارتفاع في تمويل الوقود الأحفوري منذ عام 2021، وهو العام الذي أعلنت فيه عدة بنوك التزامها بأهداف الحياد الكربوني خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26" في غلاسكو.

ويأتي هذا التطور في سياق سياسي متغير داخل الولايات المتحدة، التي انسحبت مجددًا من اتفاق باريس خلال الولاية الثانية لإدارة الرئيس دونالد ترامب.

جي بي مورغان في الصدارة

حافظ الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس" جيمي ديمون على موقع مؤسسته كممول أول عالميًا للوقود الأحفوري، بعد زيادة حجم تمويله للقطاع بنسبة تتجاوز الثلث، ليصل إلى 53.5 مليار دولار في 2024.

دافع البنك عن سياساته، مؤكدًا أن "بياناته الداخلية تعكس بشكل أدق وأشمل إسهاماته مقارنة بتقديرات مصادر خارجية"، وذكر أنه يموّل الطاقة الخضراء بمعدل 1.29 دولار لكل دولار يُقدَّم لقطاعات الطاقة عالية الكربون، وفقًا لمعيار طُلب من قِبل مسؤول شؤون الرقابة المالية في مدينة نيويورك لأجل صناديق التقاعد.

وسجّل بنك "باركليز" البريطاني أكبر معدل تمويل للوقود الأحفوري في أوروبا، بعد أن زاد نشاطه في هذا المجال بنسبة 55% ليصل إلى 35.4 مليار دولار.

وأكدت إدارة البنك سعيها إلى تحقيق التوازن بين تلبية الطلب العالمي على الطاقة والاستثمار في بدائل نظيفة، مشيرة إلى أنها جمعت تمويلًا إضافيًا بقيمة 100 مليار دولار لمشروعات التحول المستدام خلال العام الماضي، وتعتزم استثمار 500 مليون جنيه إسترليني في شركات ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا المناخية بحلول 2027.

وواصل بنك "سيتي جروب" الأمريكي دعمه لقطاع الوقود الأحفوري، بعدما زاد تمويله للقطاع إلى 44.7 مليار دولار في 2024، بزيادة تفوق 10 مليارات دولار.

وأكد البنك التزامه بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية ممولة بحلول عام 2050، مشيرًا إلى أنه يعمل مع عملائه لإزالة الكربون وتوسيع الطاقة النظيفة، مع استمرار تلبية احتياجات أمن الطاقة العالمي.

وفي المقابل، رفع بنك "أوف أمريكا" تمويله للقطاع إلى 46 مليار دولار، لكنه رفض التعليق على النتائج أو السياسات المتبعة.

البنوك الصينية واليابانية

استمرت البنوك الصينية في تصدر تمويل الفحم عالميًا، في حين أشار التقرير إلى تراجع بنك "إتش إس بي سي" البريطاني بعد إجراء تعديلات في سياساته الخاصة بالاستثناءات المتعلقة بالوقود الأحفوري.

وشهد البنك البريطاني استقالة كبيرة مسؤولي الاستدامة، سيلين هيرويجر، عقب خروجها من اللجنة التنفيذية ضمن عملية إعادة هيكلة، ولم يصدر "إتش إس بي سي" أي تعليق رسمي على التقرير.

وصنّف التقرير البنوك اليابانية ضمن أبرز الممولين لقطاع الغاز، بقيادة بنك "ميزوهو"، الذي رفض بدوره التعليق على النتائج.

هيمنة أمريكية

استحوذت البنوك الأمريكية الكبرى، وعلى رأسها "جي بي مورغان" و"سيتي" و"بنك أوف أمريكا"، على نحو ثلث تمويل الوقود الأحفوري عالميًا في عام 2024، بإجمالي تمويل قدره 289 مليار دولار.

ولعبت صفقات الدمج والاستحواذ بين شركات الغاز، وخاصة في منطقة حوض بيرميان، دورًا أساسيًا في تعزيز التمويل، إلى جانب زيادة الطلب على الكهرباء في الأسواق العالمية.

وتراجعت عدة بنوك أمريكية عن التزاماتها السابقة تجاه أهداف الحياد الكربوني، في ظل السياسة البيئية المتشددة لإدارة الرئيس ترامب.

وانسحبت مؤسسات مثل "جي بي مورغان" و"سيتي" و"بنك أوف أمريكا" من تحالف المصارف الصفرية، وهو ائتلاف تدعمه الأمم المتحدة لتحقيق أهداف المناخ.

انتقادات من المجتمع المدني

اتهمت المديرة والمؤسسة المشاركة لمنظمة "ريكليم فاينانس" لوسي بينسون البنوك بـ"إظهار وجهها الحقيقي" هذا العام، مشيرة إلى أن العديد من المؤسسات المالية "تراجعت عن التزاماتها المناخية، وضاعفت من دعمها لتوسع مشاريع الوقود الأحفوري، حتى مع بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية عالميًا".

اختتمت بينسون تصريحاتها بالتحذير من أن استمرار هذا النهج يهدد جهود الانتقال العادل نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات، ويفاقم الأزمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية