"فايننشيال تايمز": أزمة الطاقة تهدّد مستقبل إزالة الكربون من صناعة الصلب الأوروبية
"فايننشيال تايمز": أزمة الطاقة تهدّد مستقبل إزالة الكربون من صناعة الصلب الأوروبية
تخلّت شركة "أرسيلور ميتال"، أكبر منتج للصلب في أوروبا، عن خطة تحويل مصنعيها في ألمانيا إلى الإنتاج الأخضر باستخدام الهيدروجين بدلاً عن الفحم، محذّرةً -في الوقت ذاته- من احتمال إغلاق مصنعها الحيوي لإنتاج الوقود الحيوي في بلجيكا.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز"، الجمعة، أعلنت الشركة رفضها تلقي إعانات عامة بقيمة 1.3 مليار يورو كانت مخصّصة لتحويل مصنعيها في بريمن وآيزنهوتنشتات إلى تقنيات نظيفة.
بررت الشركة القرار بارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا وغموض مستقبل مصادرها، ما يجعل المضي في مشاريع التحول الطاقي غير مجدٍ تجارياً رغم الدعم الحكومي.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "أرسيلور ميتال أوروبا"، جيرت فان بولفورد، أن الجدوى الاقتصادية للمشروع لا تزال ضعيفة حتى في ظل الدعم، معتبراً أن القرار يعكس عمق التحديات التي تواجهها أوروبا في إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة.
أزمة الطاقة والتنافسية
واجهت الصناعات الألمانية، وعلى رأسها الصلب والسيارات، أزمات حادّة عقب توقف الاعتماد على الغاز الروسي بعد غزو أوكرانيا في 2022، وتأثرت شركات كبرى، مثل "تيسينكروب"، التي أعلنت تقليص القوى العاملة في قطاع الصلب بنسبة 40%.
وتعهّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بتحفيز القدرة التنافسية من خلال خفض كلفة الطاقة وتقليص البيروقراطية وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية، لكنه يواجه في المقابل ضغوطاً من أجل الوفاء بالتزام ألمانيا بأن تصبح محايدة كربونياً بحلول 2045.
وأبدت وزارة الاقتصاد الألمانية أسفها لقرار "أرسيلور ميتال"، وعدّته حالة خاصة مرتبطة بأوضاع الشركة، وأكد متحدث باسم الوزارة عدم صرف أي أموال من الإعانات الحكومية المقررة، ما يعني عدم الحاجة إلى استردادها.
وبلغ حجم الدعم الألماني المخصص لصناعة الصلب الخضراء نحو 7 مليارات يورو، ضمنها التمويل المخصص لمشاريع "أرسيلور ميتال" المتوقفة، فيما تتواصل ثلاثة مشاريع أخرى.
قلق في بلجيكا
لوّحت الشركة بإغلاق مصنعها في مدينة غنت البلجيكية لإنتاج الإيثانول الأخضر، بسبب القيود الأوروبية التي تمنع تصنيف منتجها كوقود حيوي "أخضر"، ما يحرمها من إمكانية تسويقه بسعر يغطي تكلفته.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ"أرسيلور ميتال بلجيكا"، فريدريك فان دير فيلدي، أن التشريعات الأوروبية تركّز بشكل مفرط على الهيدروجين، وهو خيار لن يكون اقتصاديًا في المدى القريب.
وعدّ مشروع غنت، الذي يُنتج الإيثانول من ثاني أكسيد الكربون الصناعي، الأضخم في أوروبا لإزالة الكربون، وقد أُطلق عام 2017 بهدف تقديم نموذج يُحتذى.
وقال فان دير فيلدي: "في أسوأ السيناريوهات، سنضطر إلى إغلاق المصنع إذا بقيت السياسات الأوروبية على حالها، رغم أننا التزمنا منذ البداية بالسياق البيئي الأوروبي عند إطلاق المشروع".