"الغارديان": اللاجئون الأفغان في الولايات المتحدة مهددون بالترحيل مع انتهاء وضع الحماية
"الغارديان": اللاجئون الأفغان في الولايات المتحدة مهددون بالترحيل مع انتهاء وضع الحماية
يعيش آلاف المواطنين الأفغان في الولايات المتحدة، ممن فروا بعد سيطرة حركة طالبان على كابول عام 2021، حالة من القلق والخوف الشديدين في ظل اقتراب انتهاء وضع الحماية المؤقتة (TPS) الذي منحهم حق الإقامة والعمل، وسط تحركات من إدارة الرئيس دونالد ترامب تهدد مستقبلهم القانوني.
وفي تقرير نشرته صحيفة ”الغارديان" البريطانية السبت، أكد شير آغا صافي، المدير التنفيذي لمنظمة "الشركاء الأفغان" في ولاية آيوا، أن أفراد الجالية يشعرون بـ"الصدمة والرعب"، مشيرًا إلى أن بعضهم "صرّحوا بأنهم يفضّلون الانتحار على العودة إلى أيدي طالبان"، في إشارة إلى الأوضاع الخطِرة التي تنتظرهم هناك.
مسوغات رسمية واتهامات مضادة
من جانبها، عدّت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الظروف الأمنية في أفغانستان قد "تحسّنت"، مستشهدة بانخفاض معدلات الجريمة وازدهار نسبي للسياحة، وفق ما ورد في بيان رسمي، إلا أن منظمات مستقلة، أبرزها معهد السلام الأمريكي، قالت إن الأوضاع ما زالت غير مستقرة، مشيرة إلى "تفشي العنف والخوف، وانهيار منظومة العدالة لمصلحة حكم القوة".
تتعارض هذه الرواية الرسمية مع تحذيرات وزارة الخارجية الأمريكية نفسها، التي تضع أفغانستان ضمن أعلى مستويات التحذير، مشيرة إلى أخطار "الإرهاب والاختطاف وسوء الرعاية الصحية والانتهاكات الحقوقية".
غضب سياسي وتحرك تشريعي
وأثار قرار إنهاء الحماية ردود فعل غاضبة من مشرعين أمريكيين، حيث وصفت السناتور الديمقراطية جين شاهين وزميلتها الجمهورية ليزا موركوفسكي القرار بأنه "خيانة للوعود التي قدمتها الولايات المتحدة لحلفائها"، خاصة أولئك الذين أسهموا في العمليات العسكرية والإنسانية الأمريكية.
أما السيناتور عائشة وهاب، أول أمريكية من أصل أفغاني تُنتخب لمنصب تشريعي، فقالت: "إعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلد يفتقر إلى أبسط مقومات حقوق الإنسان والدعم القانوني هو أمر إشكالي وخطِر".
مأزق قانوني وإنساني
وفقًا لتقديرات منظمات المهاجرين، فإن نحو 22 ألف مهاجر أفغاني تقدّموا بطلبات لجوء منذ صيف 2021، تمت الموافقة على نحو 20 ألفًا منها، لكنّ الآلاف لا يزالون في حالة "تعليق قانوني" بسبب بطء الإجراءات وازدحام المحاكم، التي تجاوزت قضاياها الـ3.5 مليون قضية.
قالت جيل ماري بوسي، مديرة الشؤون القانونية في منظمة "جلوبال ريفوج": "ترحيل هؤلاء لا يعني فقط خسارة الحماية، بل أيضًا حرمانهم من تصاريح العمل التي يعتمدون عليها لإعالة أسرهم هنا وهناك".
وأشارت إلى حالات عدة لأفراد لا يزالون بانتظار تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV) التي وعدتهم بها الحكومة لقاء تعاونهم مع القوات الأميركية في السابق.
تذكرة ذهاب فقط ومساعدة مالية للعودة
في المقابل، عرضت وكالة الجمارك وحماية الحدود على الأفغان المتأثرين بالقرار خيار "الترحيل الطوعي"، متضمّنًا تذكرة طيران مجانية ومساعدة مالية قدرها 1000 دولار، لكن نشطاء يرون أن هذا العرض "مضلل" و"غير إنساني" بالنظر إلى الأخطار التي تنتظر العائدين.
وكانت إدارة الرئيس ترامب قد أعلنت عن إلغاء وضع الحماية المؤقتة للأفغان اعتبارًا من 14 يوليو المقبل، في خطوة أثارت انتقادات حادة من منظمات حقوقية ومشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في وقت لم تضع فيه الحكومة خطة واضحة لعمليات الترحيل.
ويشمل قرار الإلغاء أكثر من 8,000 أفغاني، من بينهم من عملوا بشكل مباشر مع القوات الأمريكية أو منظمات دولية خلال العقدين الماضيين، ويخشى كثير منهم التعرض للاضطهاد أو القتل إذا أُعيدوا إلى أفغانستان.
وبين تبريرات أمنية حكومية وواقع ميداني مغاير، يقف آلاف الأفغان في الولايات المتحدة على حافة التهجير القسري نحو مستقبل غامض، ويؤكد المدافعون عنهم أن قرار إنهاء الحماية المؤقتة لا يهدد حياتهم فحسب، بل يُقوّض صورة الولايات المتحدة كحليف وشريك موثوق في زمن الأزمات.