الأمم المتحدة: ترحيل باكستان للاجئين الأفغان يخلق أزمة إنسانية
الأمم المتحدة: ترحيل باكستان للاجئين الأفغان يخلق أزمة إنسانية
حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، من أزمة إنسانية تلوح في الأفق على الحدود بين أفغانستان وباكستان، مع تزايد أعداد الأفغان العائدين قسرًا من الأراضي الباكستانية منذ مطلع أبريل الماضي.
وعبّرت مسؤولة الحماية في المفوضية، المسؤولة الأممية صوفي جامبازيشفيلي، في بيان عقب زيارتها لمعبر تورخام الحدودي، عن صدمتها من الظروف القاسية التي يواجهها العائدون، واصفة الوضع بأنه "مروّع" ويُنذر بكارثة إنسانية وشيكة.
أكدت المسؤولة الأممية أن أكثر من 120 ألف أفغاني أُجبروا على مغادرة باكستان منذ مطلع أبريل، بمعدل يتراوح بين 3 آلاف إلى 9 آلاف عائد يوميًا، وسط افتقار تام لأبسط مقومات العيش.
وقالت: "هؤلاء يعودون بأيدٍ خاوية، منهكون جسديًا ونفسيًا، ويحتاجون إلى دعم فوري".
وأضافت أن كثيرًا من العائدين هم أفغان وُلدوا ونشؤوا في باكستان ولم تطأ أقدامهم وطنهم من قبل، ما يجعلهم غرباء في أرضهم، يفتقرون إلى اللغة أو روابط العائلة أو أي شبكة دعم محلية.
أفغانستان واستقبال العائدين
أبرزت المفوضية التحديات الهائلة التي يواجهها هؤلاء اللاجئون عند عودتهم إلى وطن يعاني من انهيار اقتصادي، وانتشار البطالة، وندرة الخدمات الأساسية.
وتابعت جامبازيشفيلي: "أكثر من نصف السكان الأفغان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، فيما تواجه البلاد ضغوطًا مضاعفة نتيجة موجات النزوح الداخلية والإعادة القسرية من دول الجوار".
وأوضحت المفوضية أنها تبذل جهودًا مضنية لتقديم المساعدة على نقاط العبور الحدودية، بما في ذلك الدعم النفسي، والمساعدات النقدية، والاستشارات القانونية، لكنها أقرت بأن إمكانياتها الحالية لا تواكب حجم الكارثة.
وقالت جامبازيشفيلي: "مواردنا شحيحة، وحياة ملايين العائلات الأفغانية على المحك. نحتاج إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي لتمكين هؤلاء العائدين من بدء حياة جديدة بكرامة وأمل".
ترحيل قسري مثير للجدل
تأتي هذه الأزمة بعد أن شددت الحكومة الباكستانية إجراءاتها ضد المهاجرين الأفغان غير المسجلين، في خطوة قالت إنها تهدف إلى ضبط الهجرة، لكن منظمات حقوق الإنسان اعتبرتها "ترحيلاً قسريًا غير إنساني"، خاصة في ظل غياب أي ضمانات بشأن ظروف العودة أو الحد الأدنى من الحماية.
ولفتت تلك المنظمات إلى أن الغالبية الساحقة من هؤلاء اللاجئين كانوا قد فروا من الحروب والصراعات المزمنة في أفغانستان خلال العقود الماضية، ويواجهون الآن خطر الإقصاء والتشرد داخل وطن أنهكته الأزمات.
ودعت المفوضية، مجددًا، الدول المانحة والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري لتوفير الموارد اللازمة لتفادي كارثة أكبر، في وقت تتزايد فيه التحديات أمام اللاجئين العائدين.
وشددت على أن التهاون في دعم هؤلاء في هذا التوقيت قد يؤدي إلى أزمة ممتدة، تهدد الاستقرار الإقليمي وتترك جيلًا كاملًا في مهب الفقر والتهميش.