ترحيل آلاف العائلات الأفغانية من إيران وباكستان في أسبوع واحد
ترحيل آلاف العائلات الأفغانية من إيران وباكستان في أسبوع واحد
رحّلت السلطات في كل من إيران وباكستان أكثر من 5500 عائلة أفغانية خلال أسبوع واحد، في موجة جديدة من الطرد الجماعي للمهاجرين غير المسجلين، وفق بيانات جمعتها وكالة "أمو" بالاستناد إلى معلومات من سلطات طالبان.
وتمت عمليات العودة بين 1 و7 يونيو الجاري، في ظل استمرار السياسات المشددة تجاه اللاجئين، والتي تُعقّد من مصير مئات الآلاف من الفارين من الفقر والحرب.
وسجّلت التقارير عودة 4792 أسرة من إيران، في حين تم ترحيل 763 أسرة من باكستان.
وأوضحت بيانات المعابر الحدودية أن نحو 3655 عائلة دخلت عبر معبر إسلام قلعة في ولاية هرات، في حين عبرت 1118 عائلة من معبر بولي أبريشام في ولاية نيمروز، و19 أسرة عبرت من بهرمشاه، وهو معبر ناءٍ في ولاية هلمند.
أما من باكستان، فقد عبرت 495 أسرة من تورخام، و267 من سبين بولداك، وأسرة واحدة فقط عبر معبر أنجور أدا في باكتيكا.
ذروة الترحيل قبيل العيد
ورصدت وزارة اللاجئين والعودة، التي تديرها حركة طالبان، ذروة لعمليات الترحيل يوم الخميس الماضي، أي قبل عيد الفطر بيوم واحد، حيث تم ترحيل 775 أسرة في يوم واحد فقط، من بينهم 715 من إيران و60 من باكستان، ما يشير إلى تصعيد منسق في الحملات الأمنية ضد اللاجئين.
وأعربت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) عن قلقها البالغ إزاء تسارع عمليات الترحيل، وكشفت في تقريرها الشهري الأخير أن 15,675 عائلة أفغانية أُعيدت قسرًا من إيران في شهر مايو وحده، ما يضع ضغوطًا هائلة على المجتمعات المحلية في الداخل الأفغاني التي تعاني أصلاً من انهيار اقتصادي وأزمة إنسانية خانقة.
ودعت منظمات حقوق الإنسان مرارًا إلى وقف هذه الإجراءات الجماعية التعسفية، محذّرة من أن العائدين يواجهون أوضاعًا معيشية شديدة القسوة في ظل انعدام الخدمات الأساسية، وتدهور سوق العمل، وغياب المساعدات الإنسانية الكافية.
ونبّهت المنظمات إلى أن كثيرًا من اللاجئين تم ترحيلهم دون تمكينهم من فرص الاستئناف أو الدفاع القانوني، وهو ما يخرق القوانين الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين.
خلفيات سياسية وضغوط داخلية
تأتي هذه الموجة من الترحيل في وقت تواجه فيه إيران وباكستان ضغوطًا اقتصادية داخلية، وتحاولان احتواء غضب شعبي متزايد بسبب الأزمة الاقتصادية.
ويُرجّح أن تكون حملات الطرد الجماعي جزءًا من سياسات داخلية تهدف إلى كسب التأييد المحلي، في ظل ارتفاع البطالة وتراجع الخدمات في هذين البلدين.
وتقدّر منظمات الإغاثة الدولية أن الملايين من الأفغان يعيشون لاجئين في البلدين الجارين منذ عقود، أغلبهم دون وثائق رسمية، ما يجعلهم عرضة لخطر الترحيل في أي وقت، رغم كون كثير منهم فرّ من تهديدات مباشرة لحياته.