اليونان تنشر قواتها البحرية قبالة سواحل ليبيا لردع قوارب المهاجرين
اليونان تنشر قواتها البحرية قبالة سواحل ليبيا لردع قوارب المهاجرين
أعلنت الحكومة اليونانية، اليوم الاثنين، نشر قوات بحرية في المياه الدولية قبالة السواحل الليبية، في خطوة تهدف إلى الحد من تدفق قوارب الهجرة غير النظامية التي تتجه نحو الجزر اليونانية، خاصة جزيرة كريت التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الوافدين منذ مطلع العام الجاري.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عقب لقائه رئيس الجمهورية، كونستانتينوس تاسولاس، إن الإجراءات الجديدة تمثل "رسالة ردع واضحة" لمهربي البشر، مؤكداً أن "اليونان وحدها، وليس المهربين، من يحدد من يدخل أراضيها".
وشدد ميتسوتاكيس على أن نشر القطع البحرية يجري بالتنسيق مع السلطات الليبية وعدد من الدول الأوروبية، وذلك في إطار تعاون إقليمي لمكافحة الهجرة غير النظامية.
وأضاف: "أعتقد أن هذه خطوة ضرورية في ظل الظروف الراهنة"، دون أن يكشف عن تفاصيل عدد السفن أو قواعد الاشتباك المطبقة.
ارتفاع عدد المهاجرين
وتأتي هذه الخطوة بعد تقارير رسمية تفيد بأن عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من ليبيا إلى جزيرة كريت تضاعف خلال الأشهر الماضية، وهو ما أثار قلقاً واسعاً لدى السلطات المحلية، في ظل محدودية مراكز الاستقبال والضغوط المتزايدة على البنية التحتية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت قوات خفر السواحل اليونانية أنها تمكنت من إنقاذ نحو 700 مهاجر في عمليتين منفصلتين خلال يومين فقط، كانوا يحاولون الوصول إلى اليونان على متن قوارب مكتظة انطلقت من السواحل الليبية.
سياق أمني وسياسي
وتأتي الإجراءات الجديدة وسط تزايد المخاوف الأوروبية من موجة هجرة جديدة قد تنجم عن عدم الاستقرار في ليبيا، وتدهور الأوضاع في عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وتُعد اليونان نقطة دخول رئيسية إلى الاتحاد الأوروبي، وتواجه منذ سنوات تحديات كبيرة في إدارة ملف الهجرة واللجوء، خاصة في ظل تعقيدات قانونية وسياسية تتعلق بسياسات الإعادة وحقوق اللاجئين.
وكانت الحكومة اليونانية قد تبنت سياسة صارمة في السنوات الأخيرة، شملت تعزيز الحراسة الحدودية البرية والبحرية، وبناء مراكز استقبال مغلقة، والضغط من أجل مراجعة سياسات اللجوء الأوروبية.
انتقادات حقوقية
ورغم الدعم الأوروبي المتزايد لهذه الإجراءات، تخشى منظمات إنسانية أن تؤدي الخطوة الجديدة إلى أخطار إضافية على حياة المهاجرين، ولا سيما في حال تعقيد عمليات الإنقاذ أو تقييد الوصول إلى السواحل الأوروبية.
وتطالب منظمات حقوق الإنسان بضمان احترام القانون الدولي لحقوق اللاجئين، بما في ذلك حق طلب اللجوء وعدم الإعادة القسرية إلى مناطق الخطر.
مخاوف من التصعيد
ويرى مراقبون أن نشر القوات البحرية اليونانية يحمل أيضًا رسائل سياسية تجاه تركيا، التي كانت خلال الأعوام الماضية ممراً رئيسياً لطريق البلقان، ويأتي في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين أثينا وأنقرة فتورًا نسبيًا بعد تحسن محدود.
كما أن التعاون مع السلطات الليبية يثير تساؤلات حول طبيعة هذا التنسيق في ظل الانقسامات السياسية في ليبيا، حيث تسيطر حكومتان متنافستان على شرق البلاد وغربها.