"واشنطن بوست": "سجن التمساح" بفلوريدا يثير غضب المدافعين عن حقوق المهاجرين

"واشنطن بوست": "سجن التمساح" بفلوريدا يثير غضب المدافعين عن حقوق المهاجرين
ولاية فلوريدا - أرشيف

رفع نشطاء بيئيون دعوى قضائية عاجلة تطالب بوقف مشروع إنشاء مركز احتجاز للمهاجرين في قلب محمية إيفرجليدز الطبيعية، بسبب انتهاكات بيئية جسيمة محتملة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم السبت، أطلق نشطاء بيئيون معركتهم القانونية يوم الجمعة، عندما رفعت منظمتا "أصدقاء إيفرجليدز" و"مركز التنوع البيولوجي" دعوى في المحكمة الفيدرالية بميامي، لوقف افتتاح منشأة احتجاز تُعرف باسم "ألكاتراز التمساح"، والتي من المزمع أن تستوعب ما يصل إلى 3000 محتجز، وتُفتتح مطلع الأسبوع المقبل في منطقة نائية من إيفرجليدز بولاية فلوريدا.

وبدأت الشاحنات في نقل الأتربة إلى الموقع منذ الإثنين، حسبما أظهرت الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة من عين المكان، وخلال مقابلة إعلامية بُثّت صباح الجمعة مع الإعلامي ستيف دوسي عبر قناة "فوكس آند فريندز"، تجول حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس في الموقع المؤقت، الذي احتوى على مولدات كهرباء ومكيفات ودورات مياه متنقلة، وأعلن ديسانتيس أن المركز سيكون جاهزًا لاستقبال المحتجزين بدءًا من يوم الثلاثاء.

وأكد ديسانتيس، على أن المنشأة ستؤوي معظم المحتجزين من سكان فلوريدا، وأن تكاليف المشروع، التي بلغت 450 مليون دولار، ستُسدَّد من قبل الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.

تجاهل لقوانين البيئة

اتهمت الدعوى القضائية إدارة فلوريدا بانتهاك قانون السياسة البيئية الوطنية وقانون الأنواع المهددة بالانقراض، بسبب المضي في المشروع دون إجراء مراجعة بيئية شاملة، رغم خطورته على النظام البيئي في إيفرجليدز، وهو الأكبر من نوعه في المناطق الشبه استوائية داخل الولايات المتحدة.

وطالبت الدعوى بوقف فوري للأعمال الجارية في الموقع حتى إجراء تقييم بيئي كامل، خاصة أن المنطقة تأوي أنواعًا نادرة ومهددة مثل طيور النحام الأمريكية وخراف البحر والتماسيح وطيور اللقلق الخشبية.

يستخدم ديسانتيس سلطات الطوارئ للسيطرة على مطار ديد-كولير للتدريب والانتقال، الواقع في منطقة قريبة من منتزه إيفرجليدز الوطني ومحمية بيغ سيبرس الوطنية، حيث يُعد الموقع محمية بيئية عالية الحساسية، ويقع على بعد نحو 60 ميلًا غرب ميامي، ويستخدمه الطيارون للتدريب على الإقلاع والهبوط.

ورفض ديسانتيس جميع المخاوف البيئية، وقال إن استخدام الموقع مشابه للطريقة التي استخدمته فيها الولاية خلال التحضيرات لمواسم الأعاصير، لكن المنظمات البيئية اعتبرت أن إيواء آلاف الأشخاص في منشأة شبه دائمة، سيؤدي إلى آثار بيئية مضاعفة مقارنة باستخدامات الطوارئ المؤقتة.

تفاصيل الدعوى القضائية

سلطت الدعوى القضائية الضوء على أن المنشأة المزمع بناؤها تتطلب تغييرات كبيرة في البنية التحتية للموقع، بما في ذلك تركيب وحدات سكنية، ونظم صرف صحي وخدمات غذائية، وشبكات إنارة صناعية كثيفة، بالإضافة إلى توليد الطاقة عبر مولدات ديزل ضخمة، وردم التربة بطريقة تُغيّر من معالم الأرض الطبيعية، وتوسيع استخدام المدرج لنقل وترحيل المحتجزين.

وحذّرت الدعوى من أن "التحويل المتسرع لموقع بيئي هش إلى منشأة احتجاز جماعي ينطوي على آثار بيئية واضحة".

وقلل المتحدث باسم حاكم فلوريدا، برايان غريفين، من شأن المخاوف القانونية والبيئية، قائلاً إن الحاكم يتطلع إلى التقاضي في هذه القضية. وأصر على أن المشروع يمثل دعمًا مباشرًا لتطبيق قوانين الهجرة، مشيرًا إلى أن استخدام الموقع لن يؤثر على البيئة.

وقالت مساعدة وزيرة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، إن "الدعوى القضائية كسولة" وتتناسى، حسب تعبيرها، أن الأرض كانت مطورة بالفعل منذ عشر سنوات، لكن مسؤولة مقاطعة ميامي ديد، دانييلا ليفين كافا، وهي ديمقراطية، حذّرت من أن المشروع قد "يُحدث دمارًا بيئيًا" في نظام إيفرجليدز البيئي الفريد.

يُذكر أن المقاطعة هي المالكة للأرض التي يُقام عليها المشروع، ولم يصدر عنها تعليق فوري بشأن الدعوى.

وأعاد هذا النزاع القانوني الجدل حول العلاقة بين سياسات الهجرة والتعديات البيئية في الولايات المتحدة، فبينما تسعى إدارة فلوريدا إلى تقديم مشروعها باعتباره "حلاً أمنيًا طارئًا"، تُواصل المنظمات البيئية والحقوقية المطالبة بوقفه، مؤكدة أن حماية البيئة وحقوق الإنسان لا يجب أن تكونا على طرفي نقيض.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية