"الهجرة الدولية": أكثر من مليون شخص يفرون من مدينة الفاشر جراء الحرب
"الهجرة الدولية": أكثر من مليون شخص يفرون من مدينة الفاشر جراء الحرب
فرّ أكثر من مليون شخص من مدينة الفاشر ومحيطها، تاركين خلفهم منازلهم المهدّمة وأحلامهم المحطّمة، بعدما تحوّلت المدينة إلى مركز للاشتباكات الدامية في ولاية شمال دارفور، بحسب أحدث تقارير منظمة الهجرة الدولية.
ونزح 99% من سكان مخيم زمزم، الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، وهو ما يعني انهيار أحد أضخم مراكز الإيواء في الإقليم.
وتحوّل المخيم إلى أطلال، بعدما اضطُر قرابة نصف مليون شخص إلى الفرار خلال أسابيع قليلة، توجه 75% منهم إلى مدينة طويلة، و10% إلى أطراف مدينة الفاشر، بينما عبرت آلاف الأسر الحدود إلى تشاد.
تشاد تستقبل النازحين
لجأ أكثر من 1.1 مليون سوداني إلى تشاد منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، ما يعادل أكثر من ربع النازحين الذين فرّوا من السودان ككل، وفق بيانات المنظمة.
وأوضحت منظمة الهجرة الدولية أنها وثّقت 117 حادثًا محفزًا للنزوح في شمال دارفور وحدها، 85% منها ناتجة عن هجمات واشتباكات مسلحة، بينما تسبّبت الفيضانات والحرائق في بقية الحالات.
وقدّرت المنظمة وجود 1.974.958 نازحًا في شمال دارفور، بما يمثّل 20% من إجمالي النازحين داخليًا، حيث يقيم 46% في مراكز إيواء، و29% مع عائلات مضيفة، والبقية في المدارس والمرافق العامة والملاجئ المؤقتة والمساكن المستأجرة.
المنازل المؤقتة لا تكفي
أفادت المنظمة الأممية بأن 46% من النازحين يعيشون في مراكز إيواء جماعية، فيما لجأ البقية إلى المدارس والمرافق العامة والملاجئ المؤقتة أو لدى أسر مضيفة، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في المساعدات.
وتوقّعت المنظمة استمرار موجات النزوح، خاصة من الفاشر نحو مدن مثل طويلة ومليط وكتم، كما رجّحت استمرار حركة عبور النازحين إلى تشاد، نتيجة تكرار الهجمات وانعدام الأمان في القرى والمخيمات.
وتعيش ولاية شمال دارفور منذ أكثر من عام تحت وقع نزاع دموي بدأ في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعلى الرغم من أن شمال دارفور لم تكن في البداية من ساحات المعارك المباشرة، فإنها سرعان ما أصبحت هدفًا للعمليات العسكرية والقصف العشوائي، ما تسبب في واحدة من أسوأ موجات النزوح في السودان، وباتت مدينة الفاشر آخر المعاقل الكبرى التي تشهد صمودًا هشًا في وجه الأزمة الإنسانية المتصاعدة.