"سابا سابا" تشعل كينيا.. سقوط قتلى وجرحى في تظاهرات تنادي بالديمقراطية
"سابا سابا" تشعل كينيا.. سقوط قتلى وجرحى في تظاهرات تنادي بالديمقراطية
شهدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في نيروبي وعدّة مدن كينية، اليوم الثلاثاء، تصعيدًا دامياً، تزامنًا مع الذكرى الـ35 لمظاهرات “سابا-سابا” (7 يوليو 1990) المطالِبة بالديمقراطية.
اندلعت الاحتجاجات، صباح أمس الاثنين، حيث توافد مئات المتظاهرين -معظمهم من الشباب- إلى ضاحية كانجيمي ونواحي وسط نيروبي، حاملين الأعلام وصفارات، ومطالبين برحيل الرئيس ويليام روتو ومحاسبة قتلة المدون ألبيرت أوجوانغ، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ردت قوات الأمن بإغلاق الطرق، وغلق المدارس والمراكز التجارية، واستخدام الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، ثم إطلاق الرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأفاد مركز نيروبي الطبي عن استقبال 6 جرحى توفي بينهم اثنان، في حين أعلن مستشفى كينياتا استقبال 24 حالة أخرى.
حصيلة أولية للضحايا
أعلنت السلطات الأمنية مقتل 11 متظاهرًا على الأقل، وإصابة 52 ضابط شرطة، في حين أكدت “مفوضية حقوق الإنسان” في كينيا مصرع 10 آخرين، فيما أكدت وكالة "رويترز" سقوط قتيل في كانجيمي نتيجة إطلاق نار مباشر من الشرطة.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كينيا، إنها رصدت عناصر أمن ملثمين يستقلون سيارات بدون لوحات، مشيرة إلى أن عصابات مسلحة تعمل على ما يبدو إلى جانب قوات الأمن في عدة مناطق بينها العاصمة نيروبي.
ومن جانبه، علّق وزير الداخلية كيبتشومبا موركومين بأن الأجهزة الأمنية ستتعامل "بحزم مع العناصر الخارجة عن القانون وستعمل على حماية الأرواح والممتلكات".
وفاة المدون أوجوانغ
أثارت حادثة وفاة المدون والمدرس ألبيرت أوموندي أوجوانغ داخل مركز شرطة في مدينة هومباي قبيل شهر من الآن شعورًا واسعًا بالصدمة والغضب.
وكشف الرئيس روتو، أن أوجوانغ “مات بأيدي الشرطة”، ونجم عن الحادثة فتح تحقيق أدى لإدانة عدد من الضباط.
وتحول الاحتجاج عن سياق اقتصادي (ارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب) إلى مطالب سياسية تشمل إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب ضمن الشرطة والحكومة.
تصاعد وتيرة القمع
ترجع جذور الاحتجاجات إلى سلسلة احتجاجات جرت في العام الماضي 2024، التي بدأت ضد مشروع قانون ضرائب وأدت إلى اقتحام البرلمان ومقتل 19 متظاهرًا على الأقل خلال "7 أيام من الغضب".
ودفعت أعمال اعتقال وتعذيب واستخدام أسلحة غير مرخصة من جانب الشرطة، الناشطين لتكرار مسيراتهم في 25 يونيو الماضي، استجابة لغضب الشباب وظهور مطالب جيل “Z” بديمقراطية شفافة.
ويحذّر السياسيون والمحللون من أن التصعيد القمعي قد يمحو المكاسب المكتسبة من حركة “سابا سابا” ويسهم في تفاقم الانفصال بين الحكومة والشباب.
ووثقت منظمات حقوقية محلية مثل KNCHR وجود عناصر أمنية مقنعة بلا زي موحّد، وتعاون بعض الجهات الأمنية مع عصابات مشبوهة، استخدمت السواطير والخناجر ضد المتظاهرين.
ويصف مراقبون ما حدث بأنه “تراجع خطِر” عن قيمة المواطنة والتجمع السلمي، ويدعون إلى إصلاحات ملموسة في الشرطة ومحاسبة كاملة للمتورطين.
احتجاج سابا سابا
ينظم النشطاء في كينيا احتجاجات في السابع من يوليو كل عام، إحياء لذكرى محاولات أطلقها معارضون للرئيس السابق دانيال أراب موي عام 1990 لتحويل البلاد إلى ديمقراطية متعددة الأحزاب.
ويطلق على الاحتجاج اسم (سابا - سابا) باللغة السواحيلية والتي تعني بالعربية "سبعة - سبعة" بسبب هذا التاريخ الذي اندلعت فيه الاحتجاجات.