تمديد ولاية لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن حتى 2028
تمديد ولاية لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن حتى 2028
أصدر رئيس الجمهورية اليمنية، اليوم الأربعاء، القرار الجمهوري رقم (20) لسنة 2025، والذي يقضي بتمديد عمل اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان لمدة 3 سنوات إضافية، تبدأ اعتبارًا من 23 أغسطس 2025، مع إمكانية تمديد المدة لاحقًا بقرار جمهوري جديد.
ونصّت المادة الثانية من القرار على سريان مفعوله من تاريخ صدوره، مع التأكيد على نشره في الجريدة الرسمية، ما يمنحه الصفة القانونية والتنفيذية مباشرة وفق موقع وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
اختصاصات اللجنة ودورها
يمثّل هذا القرار تجديدًا للثقة في اللجنة التي أُنشئت في اليمن لمتابعة ومراجعة ملفات شائكة تتعلّق بانتهاكات حقوق الإنسان، سواء خلال النزاع أو في سياقات سياسية وأمنية مختلفة، إلا أن تمديد ولايتها يفتح باب الأسئلة بشأن مستوى التقدم الذي أحرزته اللجنة خلال سنواتها السابقة، ومدى استقلاليتها وفعالية عملها.
تتولى اللجنة التحقيق في ادعاءات الانتهاكات الخطِرة لحقوق الإنسان، بما يشمل حالات القتل خارج القانون، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والإخفاء القسري، والانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع.
وقد شُكّلت اللجنة الوطنية وفقًا للمعايير الدولية لعمل لجان تقصّي الحقائق، وتعمل على إعداد تقارير دورية ورفع توصياتها للسلطات المعنية والهيئات الدولية.
دعوات حقوقية للشفافية والمحاسبة
يرى نشطاء حقوقيون أن التمديد يمثل فرصة جديدة أمام اللجنة لمراجعة ملفاتها وتحقيق تقدم ملموس، لكنهم يشددون على أهمية إعلان نتائج التحقيقات السابقة، وضمان الوصول إلى الضحايا وذويهم، ومحاسبة الجناة، وعدم الاكتفاء بجمع الشهادات أو إصدار تقارير شكلية.
تأسست اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بقرار جمهوري في أعقاب تصاعد النزاع المسلح في البلاد، وتم تفويضها بمهام تقصّي وتوثيق الانتهاكات من كافة الأطراف.
ورغم الترحيب الدولي بتشكيلها، فإنها واجهت انتقادات بشأن وتيرة عملها، ومحدودية الشفافية في نتائج تحقيقاتها، وغياب الأثر القضائي لتوصياتها حتى الآن.
ويُنظر إلى تمديد ولايتها لثلاث سنوات إضافية كفرصة لتعزيز دورها في العدالة الانتقالية، وجبر الضرر، ووقف الإفلات من العقاب، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والدعم المؤسسي الكافي.
الأزمة الإنسانية في اليمن
تشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم جراء الحرب المستمرة التي اندلعت في 2014، حيث أدت النزاعات المسلحة والانهيار الاقتصادي إلى تفاقم معاناة ملايين المدنيين، يعيش أكثر من 21 مليون شخص -أي نحو ثلثي السكان- بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 11 مليون طفل.
ويعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، كما تسببت الحرب في انهيار النظام الصحي، ونزوح ملايين العائلات، في ظل محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والتعليم والرعاية الصحية.
ورغم الجهود الدولية، لا تزال الفجوة التمويلية تمثل عائقًا أمام تلبية الاحتياجات المتزايدة، ما ينذر بكارثة إنسانية متصاعدة ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل وإنهاء النزاع.