تحذير أممي: نحو 17 مليون جائع في اليمن والأزمات الإقليمية تفاقم الوضع
تحذير أممي: نحو 17 مليون جائع في اليمن والأزمات الإقليمية تفاقم الوضع
شدّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، على ضرورة حماية البلاد من الانزلاق في أزمات إقليمية جديدة قد تُقوّض وضعها الهش للغاية.
وحذّر في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، عبر الفيديو يوم الأربعاء، من أن المخاطر التي تواجه اليمن أصبحت كبيرة للغاية خاصة مع انعدام الأمن الغذائي ومعاناة أكثر من 17 مليون يمني من الجوع.
وقال غروندبرغ: "مستقبل اليمن يعتمد على عزمنا الجماعي لحمايته من المزيد من المعاناة، ومنح شعبه الأمل والكرامة التي يستحقها بشدة"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
هجمات وغارات
أعرب غروندبرغ عن قلقه البالغ من التصعيد في البحر الأحمر، حيث شنّ أنصار الله هجمات على سفينتين تجاريتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما أسفر عن خسائر بشرية وإصابات بين المدنيين، فضلاً عن تهديد بوقوع أضرار بيئية، وأوضح أن هذه أول هجمات تستهدف سفناً تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر.
وتطرّق إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي أصابت صنعاء وموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى محطة كهرباء، مؤكداً: "يجب حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، ويجب ألا تصبح البنية التحتية المدنية هدفاً للصراع".
وأشار المبعوث الأممي إلى أن خطوط المواجهة داخل اليمن لا تزال صامدة بشكل عام، غير أنّ الوضع لا يزال هشاً وغير قابل للتنبؤ، ولفت إلى استمرار الأنشطة العسكرية في محافظات الضالع والجوف ومأرب وتعز وصعدة.
انتقد غروندبرغ تدهور الوضع الاقتصادي، قائلاً: "المال القليل بين أيدي الناس إما تتراجع قيمته وإما ينهار حرفياً"، وأكّد تنامي القلق بين المواطنين والقطاع الخاص بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مختلف أنحاء البلاد.
ثلاث أولويات للحل
شدّد غروندبرغ على ضرورة الانتقال من مجرّد إدارة الأزمات إلى وضع خطوات عملية لحلول دائمة، محدداً ثلاث أولويات أساسية تتمثل في خفض التصعيد على خطوط المواجهة والعمل مع الأطراف على وضع معايير لوقف إطلاق نار شامل، وتمهيد الطريق للمحادثات بين الأطراف إلى جانب تدابير اقتصادية وإنسانية وسياسية ستواصل الأمم المتحدة دعمها، إضافة إلى تأمين الضمانات الأمنية الإقليمية وخاصة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.
وختم دعوته بمطالبة أنصار الله بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً: "لن نسمح بأن تُنسى هذه القضية".
مجاعة تلوح في الأفق
في جانب إنساني مؤلم، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من تسارع أزمة الأمن الغذائي في اليمن منذ أواخر 2023، وأوضح أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون الجوع حالياً، وقد يرتفع العدد إلى أكثر من 18 مليوناً بحلول سبتمبر.
وقال فليتشر: "تنزلق مجتمعات في محافظات حجة والحديدة وعمران مجدداً نحو انعدام أمن غذائي حاد وظروف شبيهة بالمجاعة". وأضاف أن هذا التدهور يترافق مع تراجع التمويل الإنساني، ما يهدد قدرة المنظمات الأممية على الاستجابة.
ونوّه إلى فجوات تمويلية هائلة تهدد خدمات الصحة والحماية، خاصة ما يمسّ 6.2 مليون امرأة وفتاة يواجهن خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وشهد اليمن نزاعاً دامياً منذ عام 2015 بين قوات الحكومة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، وبين جماعة الحوثيين، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ورغم جهود التهدئة التي بدأت منذ الهدنة الأممية في 2022، ظل الوضع الأمني والاقتصادي هشاً، وتفاقمت المخاوف مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر واستمرار الأزمة الغذائية.