حملة دولية تُدين عنصرية القبة الحديدية الإسرائيلية وحرمان العرب من الحماية
حملة دولية تُدين عنصرية القبة الحديدية الإسرائيلية وحرمان العرب من الحماية
أصدرت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الاسرائيلي، اليوم الخميس، تقريرًا خاصًا كشف استخدام إسرائيل منظومة القبة الحديدية كأداة للفصل العنصري والتمييز ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الأراضي المحتلة.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل، خلال الحرب الأخيرة مع إيران، وظّفت القبة الحديدية لحماية المجتمعات اليهودية بشكل شبه حصري، بينما تركت المناطق العربية مكشوفة أمام الصواريخ الإيرانية، في تمييز وتجاهل واضح لحقهم في الأمان.
وحلّل التقرير شهادات ميدانية وبيانات رسمية كشفت تركيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية على المدن الكبرى ذات الأغلبية اليهودية مثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع، مقابل غياب شبه تام أو تغطية محدودة في بلدات عربية مثل أم الفحم، الطيبة والناصرة.
ونوّه التقرير إلى أنّ هذا التوزيع غير العادل للحماية لا يرتبط فقط بالجغرافيا أو الكثافة السكانية، بل يعكس سياسة ممنهجة تستثني العرب من أبسط الحقوق: الحق في الحياة.
سقوط ضحايا عرب
رصد التقرير وفيات مباشرة نتيجة غياب تغطية القبة الحديدية، مثل عائلة الخطيب في طمرة شمال إسرائيل، حيث أسفر صاروخ إيراني عن مقتل أربعة من أفرادها: منار أبو الهيجا كتيب وبناتها شذى وهالة وأخت زوجها منار دياب كتيب، بينما نجا الزوج وابنتهما.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع الإصابات بين العرب بسبب الشظايا وانهيار الملاجئ غير المجهزة، مؤكدًا وجود فجوة ضخمة في التمويل والدعم المخصص لحماية هذه المجتمعات.
وأكّد التقرير استنادًا لتقارير رسمية (مثل تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي 2022) أن أكثر من 70% من منازل البلدات العربية لا تحتوي على غرف محصنة أو ملاجئ عامة، على عكس المستوطنات والمناطق ذات الأغلبية اليهودية.
واعتبر التقرير هذا الإهمال انعكاسًا لبنية تمييز مؤسساتي تمتد حتى في إدارة الأزمات والحروب.
فضح التمييز بالضفة وغزة
أشار التقرير إلى أنّ إسرائيل وفّرت للمستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية حماية متقدمة مثل بطاريات اعتراض، وتحصينات، وحراسة دائمة للجيش، بينما لم يحصل الفلسطينيون المقيمون تحت السلطة الإسرائيلية نفسها على أي حماية مماثلة.
وأدى ذلك لسقوط صواريخ في مناطق فلسطينية مثل بلدة سعير في الخليل، مخلّفًا العديد من الجرحى، في إخلال واضح بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال وفق القانون الدولي.
توصيات دولية عاجلة
استنتج التقرير أن هذا التمييز البنيوي والسياسي أسهم في ارتفاع أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين في الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل، معتبرًا ذلك خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، لا سيما المادة 3 المشتركة التي تلزم الدولة المحتلة بحماية المدنيين.
ودعا التقرير إلى ممارسة ضغوط دولية حقيقية لوقف هذه السياسات العنصرية وضمان الحماية المتساوية للفلسطينيين.
تُعدّ منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية من أبرز الأنظمة الدفاعية في العالم، طُوّرت لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. بينما تُسوّق إسرائيل هذه المنظومة كأداة لحماية جميع المواطنين، تكشف تقارير دولية عن توظيفها كوسيلة لتعميق الفصل العنصري الداخلي ضد الفلسطينيين، بما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.