فرقة الكمنجاتي الأندلسية.. تلاقٍ ثقافي يعزف من أجل الهوية والإنسانية

فرقة الكمنجاتي الأندلسية.. تلاقٍ ثقافي يعزف من أجل الهوية والإنسانية
فرقة الكمنجاتي الأندلسية

منذ تأسيسها عام 2021، تحوّلت فرقة "الكمنجاتي الأندلسية" في مدينة أنجيه الفرنسية إلى نموذج حيّ للتلاقي الثقافي والموسيقي بين الشرق والغرب، حيث نجحت في دمج موسيقيين من جنسيات مختلفة، محترفين وهواة، ضمن مشروع فني وإنساني تشرف عليه جمعية "الكمنجاتي" بقيادة الموسيقي الفلسطيني رامزي أبو ردوان.

وجاء تأسيس الفرقة امتدادًا لرؤية جمعية "الكمنجاتي" التي تأسست عام 2002 في فرنسا، بعد انطلاقتها الأولى في رام الله بفلسطين، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، اليوم الخميس. 

وتهدف الجمعية إلى نشر الموسيقى والتعليم الفني للأطفال والشباب الفلسطينيين في وجه الاحتلال والحرمان الثقافي، ومن ثم وسّعت نشاطها في أوروبا لتربط الموسيقى بالهوية والكرامة.

أما في مدينة أنجيه، فقد شكّلت الجمعية فرقتها الأندلسية عام 2021 لتقديم التراث الموسيقي العربي الأندلسي والشرقي في محيط فرنسي، وخلق فضاء تفاعلي يعيد صياغة العلاقات الثقافية بين شعوب المتوسط.

أنشطة ومشاركات بارزة

منذ انطلاقها، شاركت الفرقة في عدة مهرجانات وفعاليات ثقافية، أبرزها مهرجان "ترافيرسي" السنوي الذي يقام في منطقة الميناء بالقرب من أنجيه. 

وقدمت الفرقة عروضًا موسيقية متنوعة شملت مقطوعات أندلسية تقليدية وآلات عربية أصيلة، أبرزها العود والكمان والقانون، إلى جانب مزجها بمداخلات سردية وحكائية مستلهمة من تراث المشرق والمغرب العربي.

وأحيت الفرقة حفلات داخل أحياء شعبية في أنجيه، منها حفل في منطقة سانت أوبان في أبريل 2024، ركز على فتح قنوات حوار موسيقي مع السكان المحليين، في محاولة لتقريب المجتمع الفرنسي من التراث العربي الأندلسي خارج القوالب النمطية.

مزيج من أجل المقاومة والتعدد

يشارك في الفرقة موسيقيون من أصول عربية وفرنسية وإفريقية، في تنوع يعكس الفكرة الأساسية للمشروع، وهو أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة للعيش المشترك ومواجهة الانغلاق. 

وتحرص الفرقة، بحسب تصريحات رامزي أبو ردوان، على تقديم عروضها بلغة موسيقية جامعة، تسعى لتعزيز قيم التعدد الثقافي، وربط الهوية بالكرامة وليس بالصراع.

وبالإضافة إلى بعده الفني، يحمل المشروع بعدًا إنسانيًا واضحًا، إذ شاركت جمعية "الكمنجاتي" منذ 2021 في تنظيم حفلات دعم لضحايا الزلازل في المغرب، ولغزة خلال الهجمات الإسرائيلية، كما أسهمت الفرقة في حملات لجمع التبرعات لدعم مدارس الموسيقى الفلسطينية.

تفاعل مع التراث العربي

نجحت الفرقة في استقطاب جمهور متنوع داخل فرنسا، حيث يشهد حضورها تزايدًا لافتًا، ولا سيما في مدينة أنجيه التي تُعرف بتقاليدها الفنية واحتضانها المبادرات الثقافية العابرة للجنسيات. 

وأشار عدد من منظمي مهرجان "ترافيرسي" إلى أن حفلات الفرقة تلقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الفرنسي، بفضل نوعية الموسيقى المقدمة والطاقة التفاعلية بين العازفين.

ومع دخولها عامها الرابع، تستعد الفرقة للمشاركة في مزيد من الفعاليات الوطنية في فرنسا، إضافة إلى خطط لتقديم عروض في بلدان أوروبية أخرى مثل بلجيكا وألمانيا، بهدف توسيع دائرة تأثيرها والتعريف بالتراث العربي في سياقات ثقافية متعددة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية